تعاليم الحب - ٢
نصير شمه
موسيقى الروح والحب الأعلى
إن كنت تبحث عن الحب، أصغِ إلى الموسيقى … وإن كنت تبحث عن الموسيقى، ابحث عن الحب.
لكن أي حبٍ نقصد؟ وأي موسيقى تُنصت إليها الروح؟ الحب الذي نتحدث عنه ليس توقًا لجسد، ولا حاجةً تُطفأ ثم تعود، بل هو ذلك النور الذي ينساب في الكائنات، ذلك الشعور الذي يجعل للوجود معنى يتجاوز كل غريزة وكل امتلاك.
الموسيقى ليست مجرد أصوات، إنها ذبذبات تتغلغل في الكون، في الريح التي تداعب الأشجار، في صدى الجبال، في إيقاع أمواج البحر، في صمت المساحات اللامحدودة بين النجوم. وكذلك الحب، ليس مجرد عاطفة بين اثنين، بل طاقة تسري في الوجود كله، تربطنا بالأخر، بالحياة، بالله.
الحب الحقيقي يشبه أعظم الألحان، لا يُفسَّر بل يُحس، لا يُقاس بل يُعاش، لا يُقيَّد بل يُطلق الروح إلى فضائها الأوسع. إنه لحظة صافية، فيها يلتقي العاشق بالمطلق، والموسيقي بنغمة الخلق الأولى، والإنسان بحقيقته الأسمى.
من أحب دون أن يسمع موسيقى في داخله، لم يعرف الحب بعد. ومن عزف دون أن يشعر بالحب في نغماته، لم يعرف الموسيقى بعد. لأن الحب والموسيقى وجهان لسرٍ واحد … سرٌّ لا يُكشف إلا لمن أصغى بقلبه أولًا.
نصير شمه
2025
القاهرة
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع