"حوار العود"... سيمفونية تنسج جسور الحضارات
الكاتبة : دنيا صاحب - العراق
في قلب مهرجان "بين ثقافتين"، تفتحت نافذة موسيقية استثنائية حملت عنوان "حوار العود: من جبال السروات إلى دجلة والفرات"، حيث اجتمعت أنامل موسيقاران كبيران على أوتار العود، في رحلة فنية تحمل عبق التاريخ وروح المستقبل.
عندما تحدثت الأوتار
شهدت الأمسية لقاءً نادراً جمع بين الموسيقار العراقي نصير شمه، صاحب النغمات المستوحاة من أرض الرافدين، والموسيقار السعودي عبادي الجوهر، رمز العود الحجازي والجنوبي. انطلق شمه عابراً أحياء بغداد بالعزف على مقطوعات كـ" وطني الحبيب "، " شط العرب " بينما أطل الجوهر بألحانه التي تعكس جمال التراث السعودي، من بينها المقطوعة " فوق العرش" ، "يا ريم وادي ثقيف " حملت الجمهور إلى أجواء التراث السعودي الأصيل٠
لكن اللحظة الأروع كانت حينما تلاقت الألحان، حيث عزف العازفان مقطوعات غنائية مشتركة بوحدة الأوتار بعنوان " طالعة من بيت أبوها "، " فوق النخل، " قدك المياس" ، التي أسرت القلوب وجسدت التآخي بين الثقافات، راسمةً لوحة موسيقية تُعبر عن وحدة الحضارات وتكاملها.
صوت الجمهور... نبض الحفل
في قاعة مكتظة بالوجوه المتألقة من مختلف أنحاء الوطن العربي، تردد صدى الألحان وسط تصفيق حار وتعابير إعجاب غامرة. ووصف الحاضرون العرض بأنه "رحلة موسيقية لا تنسى"، تبحر بين أصالة الماضي وإبداع الحاضر، وتؤكد على أن الموسيقى لغة عالمية تفوق الحدود.
الموسيقى: جسورٌ لا تعرف الحدود
لم تكن فعالية "حوار العود" مجرد حفل موسيقي، بل كانت رسالة إبداعية تهدف إلى تسليط الضوء على الموسيقى كوسيلة للتفاهم الثقافي، واحتفاءً بالإرث العربي المشترك. جاءت كإجابة فنية عما يمكن أن تقدمه الموسيقى في ظل تنوع الشعوب، وبأن الأوتار يمكنها أن تنسج جسورًا حيث لا تستطيع الكلمات.
في ختام الأمسية، وقف نصير شمه وعبادي الجوهر جنباً إلى جنب، مؤكدين أن التعاون الفني بين الشعوب ليس رفاهية بل ضرورة، معربين عن أملهما في أن تظل الموسيقى لغة للسلام وجسراً يوصل بين القلوب.
هكذا يواصل مهرجان "بين ثقافتين" إبهار جمهوره، مؤكدًا أنه أكثر من مجرد منصة، بل نافذة تطل على مستقبل يقدّر التنوع ويروي حكاية الحضارات.
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع