اللغة العربية أساس الحضارة والثقافة الإنسانية
اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي كينونة حضارية متجذرة في عمق الزمن، تختزل في جوهرها تاريخًا من الفكر والإبداع الإنساني. إنها ليست كلمات تُقال أو تُكتب فحسب، بل هي فضاءٌ يختزن الوجود العربي بكل تجلياته، وحاضنةٌ للفلسفة والشعر والمعرفة.
هي لغة القرآن، حيث تلتقي قدسية النص بروعة البيان، ولغة الفكر التي أعادت تشكيل التاريخ والأسفار والمخيلة الخصبة، ودفعت عجلة العلوم يومًا. كل مفردة فيها تحمل عبق الأزمنة، وكل تركيب يعبر عن هوية متشعبة في الثقافات، عصية على الاندثار.
اللغة العربية هي انعكاسٌ للذات الفردية والجمعية، هي المرآة التي نرى بها العالم ونبني بها رؤيتنا له. إنها الوعاء الذي يختزن أسرار الروح وامتداد للعقل الإنساني في سعيه نحو فهم الكون. الحفاظ عليها ليس مجرد صون لتراث، بل هو حفاظٌ على حقيقة وجودنا وهويتنا وحفاظ على الأديان وأصوات الإثنيات والعرقيات المتنوعة والطوائف المتعددة. إنها لذلك لغة السلام والسلم والأمان والتنوع والتعدد.
نصير شمه
فنان اليونسكو للسلام
#اليوم_العالمي_للغة_العربية
Photo credit: Peter Adamik
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع