ملامح حزن
نرى في العيون ملامحَ حزنٍ
تطوفُ كأشباحِ ليلٍ شَاحبْ
تضيقُ الدروبُ وتخنقُ بوحاً
لماضٍ توارى وشمسٍ غروب
أتينا نغنّي أغاني الرحيل
وفي القلبِ نارٌ لهيبُ اللهبْ
علينا زمانٌ من الخوف جاءَ
وغيّمَ فوقَ الروابي السُحُبْ
صدى العدوِّ يُضِيءُ الجبالَ
وهمسُ القريبِ تلاشى وذبْ
نداري جراحَ البلادِ بأملٍ
يعيشُ معانا، وإن لم يهبْ
ونحلمُ يومًا بعودةِ النورِ
لأنَّ الصباحَ لنا سيقتربْ
فلتشرقْ يا وطنَ الحبِّ يومًا
على أرضِكَ الغاليةِ في كلِّ دربْ
ونرفعُ راياتِنا عاليًا
ونُعيدُ الحياةَ لرُوحِ الخشبْ
ونرقبُ فجرًا يضيءُ الحياةَ
ويُغسلُ بالحبِّ دمعَ التّعبْ
ونجمعُ شملَ البلادِ التي
تفرّقتْ تحتَ رياحِ النّكَبْ
ونبني بيوتنا بالعزائمِ
ونغرسُ آمالَنا في العشبْ
ونرفعُ جيلًا على علمٍ
يضيءُ دروبَ الأملِ من شَهبْ
ففي كلِّ قلبٍ أمانٌ يلوحُ
وإن طالَ ليلُ الجراحِ العبَبْ
ونُبصرُ في الأفقِ نجمَ السماءَ
يشعُّ علينا من خلفِ السُحُبْ
ونحيا مع الفجرِ حُلمَ الخلودِ
ونرسمُ للأجيالِ أغلى سَبَبْ
فيا وطني رغمَ جرحِ السنينِ
ستنهضُ دومًا بعزمٍ وصلبْ
رابح الحامدي
البليدة الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع