دراسة نقدية بنائية ،سيميائية
،تفكيكية،اديولوجية ونفسية لقصة من الادب الرمزي
:
في السادسة من عروبتها
للروائي القاص الاعلامي احمد ختاوي نشر
بتاريخ: 29 حزيران/يونيو 2009
*النص
تحدونه في آخر الدراسة النقدية ....
بقلم الأستاذ رابح بلحمدي
البليدة الجزائر
*** مقدمة
النص "في السادسة من عروبتها"
للكاتب أحمد ختاوي هو عمل أدبي مركب يدمج بين التاريخي والرمزي ليعبر عن أزمة
الهوية العربية. استخدامه للاستعارات التاريخية والشخصيات الأدبية يكشف عن صراع
داخلي بين الماضي والحاضر، وبين الفرد والجماعة. من خلال تحليل النص باستخدام
المناهج النقدية المختلفة، يمكن الكشف عن أبعاده المتعددة ومعانيه الخفية.
**** التحليل البنائي (Structural
Analysis)
التحليل البنائي يركز على بنية النص
وكيفية ترتيب أجزائه للوصول إلى معنى معين. في هذا النص، نلاحظ أن الكاتب يستخدم
جمل قصيرة ومتقطعة لإيصال إحساس بالتوتر والغموض. على سبيل المثال، الجملة
"كانت في السادسة من عروبتها" تتكرر في النص، مما يعطيها قوة رمزية.
**البنيوية**
تؤكد على أن معنى النص ينبع من علاقاته الداخلية بين الأجزاء. في هذا السياق، نجد
أن تكرار الجمل والمفردات مثل "السادسة من عروبتها" و"لم
تكتمل" يخلق بنية نصية تعبر عن حالة عدم الاكتمال والضياع. يمكن مقارنة هذا
الأسلوب بما استخدمه الكاتب السوري عبد السلام العجيلي في بعض أعماله، حيث يعتمد
على تكرار الرموز والشخصيات التاريخية لخلق نوع من التوازي بين الماضي والحاضر.
**** التحليل التفكيكي
(Deconstruction)
التفكيكية تسعى إلى كشف التناقضات
والتحولات داخل النص، مما يظهر عدم استقراره وغموضه. النص يقدم مزيجًا من الشخصيات
التاريخية والأدبية التي تتحول من رموز للقوة والعظمة إلى رموز للضياع. على سبيل
المثال، تصوير طارق بن زياد وهو يعبر محيط "خالتها" يمحو الحدود بين
التاريخ والخيال، مما يخلق نوعًا من الارتباك.
التفكيكية، كما طورها جاك دريدا، تبحث في
كيفية تقويض النص لذاته من خلال اللغة. في هذا النص، يمكن القول إن الكاتب يقوض
المعنى التقليدي للعروبة من خلال اللعب على الكلمات والتاريخ. يذكرنا هذا بأسلوب
الكاتبة اللبنانية هدى بركات، التي تستخدم أيضاً الشخصيات التاريخية بطريقة مشابهة
لتفكيك التصورات التقليدية في رواياتها.
**** التحليل الأيديولوجي
(Ideological Analysis)
من الناحية الأيديولوجية، النص يناقش
أزمات الهوية والانتماء داخل العالم العربي. الكاتب يستخدم الشخصيات التاريخية
كرموز لنقد الواقع العربي المعاصر. النص يعكس رؤية متشائمة تجاه الوضع العربي، حيث
يعبر عن انقسامات داخل المجتمع.
**الأيديولوجية**
هنا تتجلى في النقد الموجه للنظام الاجتماعي والسياسي في العالم العربي. الكاتب
يعبر عن موقف ناقد من عدم اكتمال مشروع النهضة العربية ويستخدم الشخصيات التاريخية
لتوضيح هذا النقد. يمكن مقارنة هذا النهج بما قام به الروائي المصري صنع الله
إبراهيم في رواياته التي تنتقد الأنظمة السياسية من خلال سرد تاريخي ورمزي.
**** التحليل النفسي
(Psychoanalysis)
التحليل النفسي يركز على حالة الفقدان
والضياع التي يشعر بها الكاتب والشخصيات. النص يظهر كأنه انعكاس ذاتي على أزمة
الهوية، حيث الشخصيات الأدبية تعمل كإسقاطات لنفس الكاتب أو الشخصيات الأخرى.
**التحليل
النفسي** يكشف عن القلق الوجودي والشعور بالغربة عن التراث العربي التقليدي.
الشخصيات التاريخية والأدبية التي يستخدمها الكاتب تمثل أجزاء من الذات التي تعاني
من الصراع الداخلي بين الهوية والانتماء. هذا النهج يذكرنا بأسلوب الكاتب المغربي
الطاهر بن جلون في روايته "حرودة"، حيث يستخدم الشخصيات التاريخية
لتصوير الأزمات النفسية والاجتماعية.
**** خاتمة
النص "في السادسة من عروبتها"
هو عمل أدبي متعدد الأبعاد يمكن تحليله من خلال مجموعة من المناهج النقدية. من
خلال البنيوية، يتضح أن الكاتب يركز على بنية النص لتعبير عن حالة عدم الاكتمال.
التفكيكية تكشف عن التناقضات الداخلية، بينما الأيديولوجية تظهر النقد الاجتماعي
والسياسي. وأخيرًا، التحليل النفسي يعبر عن أزمة الهوية والانتماء. النص يمثل
نموذجًا للأدب العربي الحديث الذي يعبر عن الأزمات الثقافية والنفسية المعاصرة،
ويمكن مقارنته بأعمال أدبية أخرى في الأدب العربي مثل أعمال عبد السلام العجيلي،
هدى بركات، وصنع الله إبراهيم.
قصة من الادب الرمزي
:
في السادسة من عروبتها
للروائي القاص الاعلامي احمد ختاوي نشر
بتاريخ: 29 حزيران/يونيو 2009
مضمون نص القصة
لم تكتمل نكبتها، لم تأسر بعلها، لم تأكل
لحم شاتها، لم تفرك عينها، لم تلبس ملابس زفافها، لم تر، طارق بن زياد وهو يعبر
محيط خالتها،
قال والدها : لم تنبس ببنت شفة .
قلت / كم كان عمرها؟
-كانت في
السادسة من عروبتها، عندما أطل المهلهل على ناقتها، ليكمل أوزانه، عندما تذرع أبن
الرومي بالتطير، وهو يدلف باب المعري، قبالة حارتها، عندما كتب الجاحظ أخر جملة من
كتابه البخلاء..عندما التمس كافور الإخشيدي العفو من المتنبي، وهو يمدحه : ;
لا تشتري العبد إلا والعصا معه إن العبيد
لأجناس منا كيد .
قلت / هل هذا هجاء أم مدح،
قال / عفو هذا رثاء .. هذه عصمة الأبرياء
في حارتنا، في القول قولان،حسب المذاهب الأربعة
كانت النعامة تدك رأسها في ضفائرها عندما
سمعت هذا القول، اندست في الرمل لتذرف دمعها
.
قلت أجل
/
من تكفل بتربية أبنائها،
- -قطط المسالك الأربعة / بين الجنوب والشمال والمحيط والغرب والشرق، ونظريات
الأباطرة، وأكلات الولائم الأربعة
- كان أشعب
حاضرا
- قال /
- أجل حبلت
وهي في السادسة من عروبتها، كنت مدعوا في حفل زفافها
.
- تذرعت بعدم
الفهم .
- قلت / هل
لي أن أستند إلى هذا السند، لأقطع بحور العرب والهند، وأغمس الأوزان والبحور الستة
عشر في دفاتر نازك الملائكة أم أنتظر إشارة الفراهيدي
.
- قال /
أسألها إن كانت في السادسة من عروبتها .
- قالت /
عاتكة الخزرجي،:هي من لحمي ودمي، وصخر أخوها من الخنساء،حيث لم يكن يوما أخاها ..
- حيث كانت،
وكنت وما نفتأ الخنساء خالة صخر الذي لم تبكه أبدا
..
- نطق
الغراب، الذي كان يشرب داءها من كيدها:. هي من العرب
..
- سكتننا،
لكننا أضفنا : ونحن من اللاحقين .
- قال أمين ..
- ثم وأدناها
في السادسة من عروبتها ..
- وقلنا
ثانية آمين . على المذاهب الأربعة
أحمد ختاوي
*** صورة مؤلف القصة احمد ختاوي
مع الناقد رابح بلحمدي الحامدي
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع