صخب الذاكرة
رأيته في منتصف الليل يتلصص النوافذ والشرفات من أعلي سطح البيت المرافق لنا ,في ظلال القمر الليلة تفضح كل الأمور . ربما كان ذكيًا جدًا حتى يختار هذا الوقت بالذات من الليل و نفس الفصل الجو حار ,و ماذا كان ينوي هذا المخلوق البشع , في أول الأمر ظننته عفريت يجوب المدن ليلًا .
شارد من البيوت المهجورة أو من المقابر القديمة , لكن في هذه الليلة قد وضحت الصورة تمامًا , في الأيام الأولي كانت تخدعني الظلال و الليلة مخلوق ثلاثي الأبعاد يظهر و ربما لا يظهر وجهه بوضوح مثل باقي جسمه الكبير وترقبته ليالي كثيرًا ماذا يفعل ؟ ولماذا يدقق النظر علي السطوح المجاورة؟ هل هو لص ؟, كيف و لم يشك أحد من سرقة منزله أبدًا؟
, أم هو حيوان يشاهد حرمات البيوت ليلًا ؟,كيف الرؤية مشوشة بالليل تمام و الهدوء مثل هدوء القبور ؟.
مختل عقليا وليس في حينا أحد من هذا القبيل سوى المعلم مصباح العجوز العاجز لا يقوى على الصعود درج واحد و هو نحيل و هذا ضخم الجثة ,
هل أستدعي من يشاركني حل المشكلة ؟لا زوجي متهور؛ قد يفضح الآمر بتهوره و لا يكون في الأمر أمر .
شلت أفكاري تمام و لا سبيل لكشف هوية هذا البائس أبدًا فكل هذه المسافة كفيلة أن تحرمني التحقق من هويته .
يجذبني الفضول . غدًا سوف أتابع الموقف من مكان أقرب سوف اذهب حيث هو و كيف مفردي هو لص و عتيد أجرام من يقدم على هذه الأفعال و لكن أين السبيل لمثل هذا المخلوق ؟
و في اليوم التالي أقدمت على فعل جريء سوف يكلفني الكثير لو فشل . مطاردة عن قرب ,
القمر يصغر حجمه بداء النصف الآخر في الانحلال و الليل ساخن جدًا هذه الليلة و الفضول ألهب فكرى و عقلي .
على السطح ذهبت مبكرا و في إحدى العشش تواريت حتى يحل قدوم هذا الكائن , و تمر الساعات طويلة و لم يظهر أحد و الجو أخرجني من مخبئي و حينها شعرت بأنفاس ساخنة خلفي و أنا عند باب العشة , خفت تمام من بالخلف ؟
أكملت المضي من يتبعني صوت متحشرج يندفع نحوي وأنا لا أقوى على المواجهة فقد جئت أتلصص اللص و أتابعه لا هو يتابعني فشلت خطي في أولى لحظات , ووجدت من يقيدني من الخلف و يضع يده على فمي يمنع صراخي و كيف لي أن أصرخ و يدي قوية أعرفها جيدًا و رائحة معتاد عليها طوال اليوم وكانت المفاجأة عندما نظرت لوجه هذا الشبح القادم من خلف الأعماق كأنه ما زال ينادي مثل الأمس القريب و كانت أيام جميلة عندما رحلت فرض أوقات موحشة كئيبة كنت دائما أحاول استدعها من جديد و رغم ذلك لم يكن السبيل إليها إلا بمثل هذا الفعل الشنيع .
سامح ادور سعدالله مصر
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع