القائمة الرئيسية

الصفحات

أقف على عرش مملكتي - هناء خزري

 


خرجت منذ زمن لا أعرف خفايا و دوافع ٱنبثاقه من رحم الظلمات و الطمأنينة إلى ضوء الحياة و صفعات القدر .. لو أمعن ذلك الوغد النظر في سرب نظراتي للاحظ أني لم أكن جاهزا للقياه ، كنت سأمكث أكثر حتى تتجلى مخاوفي و تتناثر أشجاني مع رياح الفجر الخرساء ..
اليوم أقف على عرش مملكتي ذات الثمانية عشر بابا ، رغم أني لم أختر لا حجم القفل و لا شكل المفاتيح ، غير أن بابين فقط يألمانني أحدهما يحمل عطرك و الآخر يشير إلى ساعة غروبك ، كنت أحرس السر الذي تخفيه متانة الأبواب عن ظهر قلب، الهمسات الأنين، فرح من ثنايا الوجدان ، كل التفاصيل غير المهمة ، هي كذلك بالنسبة لي ..
أحيانا السراب أصدق من الحقيقة و كما أننا أحرار كما يدعون ، فأنا كنت ثابتة أمام عينيك .. أربكتني ، فأخرجت قلبي ليصدق صوت السكون ،جمرة متوهجة لا تعرف أن ٱنطفاءها عاد وشيكا ، أصدق ضحكات هي تلك الممزوجة بالدموع ، يرخي الليل سدوله ، أنام لأكمل شظايا الحكاية في أروقة الخيال ، و بما أن سيل الأودية لا يتراجع ، قررت صد أمواج الماضي ، فتحت الأبواب هذه المرة ، سأحرق من يتعالى على إرادة النسيان .. ٱنهزمت الدموع و ٱنتهت الذاكرة ، أنا اليوم حر ، فوحل الطريق ٱستند إلى جذع الصيف ..السير ممكن .
دمر الحلم ملامح الغد و قتل العناد مشاعر الفرح ، و قررت ترك الباب الأخير مفتوحا على مصرعيه ، يحرس المائة شمعة و غادرت بكراس جديد و أقلام ملونة ..

هناء خزري

Reactions

تعليقات