أجنحة الطين
لا أملكُ أجنحةً
لأرسمَ للسماءِ خطوطاً فضيّةً
تشبهُ نافذتي..تسترسلُ في أحلامها
أكرهُ البابَ الذي أغلقهُ قبل النوم
سأعرجُ كثيراً في هذا الفراغ
أحبُّ الصباح يقفزُ من موقدةِ السّماء
يُحركُ عنقي كزهرةِ دوارِ الشّمس
يصبحُ دمي ساخناً كظهيرةِ تموز
تتبددُ أصابعي في الزرقةِ كغيومٍ
المطرُ فرحٌ طويلُ الأغصان
والوردةُ الحمراءَ روحٌ ترقصُ في قلبي
الحروفُ ترفعني كبالونٍ لطفلةٍ تعدُّ اقدام النجوم
لأقتلعَ عينَ الظلامِ الغامضة
أزرعُ مكانها شجرةَ لوز
فتبدو الأشياءَ واضحةً
الظلامُ والنور من عائلةٍ واحدةٍ
الجحيمُ والنعيم من نفسِ الفصيلة
المستقبلُ مشلولٌ
يغشنا بعمودٍ فقري مكسور
الحكمةُ نمشي وراءها كالقطعان
والوقتُ ينامُ في سرّةِ المجهول
لذلك تبدو الذاكرةُ طويلةً
كقطارٍ لنقلِ الموتى
النسيانُ فراشةٌ ضائعةٌ في الغبار
لا أملكُ جناحاً
لأمزجَ السّماء والأرضَ
النارَ والهواء والماء
البكاءَ والمطر
الأسماك العارية والقصائد
لأشعرَ بالحبور وأنا أغفو على ساقِ المعنى
أقودُ المخيّلةَ كطائرة
النقدُ في المشرحةِ لم يرث شيئاً
الموتُ يراقبنا كأحفادِ السّلاحف
الدّخانُ يدٌ تحركني فوقَ الجبلِ
فأرى الغابةَ تشعلُ بخورها في أعشاشِ الطيور
صوتُ الفأسِ يخرجُ من حنجرةِ الشجر
هالةٌ خضراء تسقطُ فوقَ التّراب
على الموتِ أن ينامَ بسلامٍ
السّماءُ أثقلُ من فيلٍ يغتسلُ في الظلال
لا أملكُ أجنحةً
ورأسي مليءٌ بالطرقات
تسافرُ فيها الذئابُ والقصائد
تبدو الافكارُ ممزوجةً بالقرفةِ والليمون
بالملحِ والشواطىء
لا أملكُ أجنحةً
لينمو النورُ في ريشهِ
أملكُ جسدَ الطّين
لأشعرَ بالخطيئةِ
كأنني آدم
نسرين حسن/ سوريا
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع