ستصير عجوزا مثلي
لكنها لن تجيد نفض بقايا قلق صدرها في منفضة
وترسمه خيالات لكلمات متحرشة
بمرطب جلدي تدلك به مفاصلها
ما بعد منتصف الليل
سوف تركض كل جروحي المفتوحة
في اتجاه قطار سريع
لحضور امرأة
لن تستطيع مثلي
أن تجمع
من تحت أظافرها
ابجديات طرق عمل المعاول في إقتلاع اَلحشائش الطفيلية
من ذاكرة تربة الحدائق الخلفية
لمنازل وحدتها المهجورة في زمن الحرب
تجلس إليّ فى صباح مثقل بارتفاع حاد لدرجات القلق
ومثقل الرأس بجفاف ملابسي الداخلية القطنية
امرأة في عقدها الثالث
تطل من داخل حلقها ألسنة الوحوش البدائية
تبحث عن سرّ نضارتي الدائمة وعشقي للحياة
لترقص من حولي ارواحها الشريرة الخالدة...
كانت تجالسنا
امرأة ثالثة
-من باب وجوب سرد الأحداث-
أعتزمت القص
عن الجانب الأكثر اثارة في حياتي الطبيعية
كانت ذئاب المرأة الثلاثينية التي
جالستني متوحشة
ترفض الاستماع
لا ترغب أن تعلم من قلب الحدث الوحيد
أنها تجالس شاعرة
تجيد الاستشعار عن بعد بوجود ذئاب جائعة
تركض في سراديب مظلمة
تستوطن أسفل منطقة جغرافية قريبة جدا
من أديم سواد الأرض
تبحث عن فرائس تنهش ملابسها القطنية
وتشتري مرطبا مقلدا تدهن به أصابع ذئابها المتوحشة فيها
لتسخر من دخان قلقي
إنها لم تر مثلي
من العجائر
من تجيد نفث روائح القلق بعد منتصف الليل.
فاطمة الداودي تونس
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع