قصة.. عن رياح الشمال
__________________ / حسين السياب
العراق
هكذا بدأتْ حكاياتُ النهر
قلباً وبعض خطايا
كأنها ذنوبٌ قد نسيناها
وظهرتْ فجأةً بوقتٍ واحدٍ...
حكايات نطفو عليها ونحنُ نركضُ خلفَ الموج الهادئ، الذي أطبقتْ عليه أحزانُ المدينة القديمة...
جلستْ الأمهاتُ يسألنَ الماءَ الهاربَ،
أن يُعيدَ ضحكاتِ الصِبية
وهم يغزلونَ الشعرَ، تمائمَ وقلاداتٍ تُزينُ خدودَ البنات
اللاتي ينتظرنَ رسائلَ الحرب المتأخرة...
بدمٍ باردٍ قطعتْ الحياةُ حبليَ السريَ
وتركتني ألتهم جسدَها، والزمنَ المفتوح..
أدورُ حولي كجنديٍ منزوعِ الظلِّ
يأكلُ الذكرى!
طارتْ مع الريح وجوهُ الجنود كصرخةٍ مدويةٍ
انفلتتْ من فمِ مدفعٍ كبير..
لم أبكِ حينَ ولدتني أمي، ولدتُ بلا صوت!
كإحدى الخطايا...
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع