رحلة
في منقاره
الارتجاف الذي في الخوافي
التردد الذي في القوادم
يخبرك غبار المسافة الذي بين جناحين
وامراة تلوّح بشال
تعقّدت ذوائبه من الأرق
الطيور أرواح وكل طائره معه
ربما تهجر الطيور احيانا
تقرفص في الجهة الأخرى من الجدار
يغريها الظل بالماء فترتاح
لكنها حتما تعاود الطيران
لم يكن وجهك في المرآة حتى أحلّق صوبه
لم يكن في الحكاية غير سيمرغ واحد
تضرّجت قوادمه من الترحال
ولم تكن تلك بحار حتى اقطعها ...
كانت مفازات بلا ماء
مشققة الطين يابسة الحشرات
لو طرت أين احطّ ولا ماء
لو لوحت لي أشعة المرآة
هل تراي ابصر وجهك الذي علقت ملامحي به
هل اعرفك هل تعرفني
هل نتلو معا أسفار الطين والماء
هل حقا تتسع ملاءة الكون لنلبسها ؟
يخبرني الطير
قانصته التي في حجم كوكب
غصته من أهوال ما شاهد
ارتجاف الأطفال من البرد
تشقق الشفاه من الإشفاق
تكسر أضلاع الأرض من خطإ المسافة
انحدارنا الضروري لكي تضيع ملامحنا
معفرة بالاحقاد والحمإ المسنون
الأرض اعرفها بكل ألوان الثلج والزعرور
بكل الفراشات التي لها اشكال الطواويس والتنانين
بكل امواهها المالحة والتي بطعم التين
والنار التي ينزل عليها المزن فتستحيل زنبقا وسوسنات
بوجوه القرويات التي في لون البن
والراعيات التي بضفائر السنابل
يحط عليها الطير الذي توهته المسافة
وضلله الظل
يستحلفها ان تنفض عنها غبار السديم وتشقق الطين
ان تنفض خوافي رخها من حشرات الرعب
وان تغمس مناقيرها وقوادمها في
بحر السيمرغ كي تتطهر
اذاك من يطوي المسافة غيرنا
ومن يسبح في بحار الشوق الأنا
ومن تتداخل ملامحه مثلنا
من تشع في قلبه وعقله المرآة
من غير طائر السيمرغ يخبرك بنا
وبعرس الأرض من؟؟؟
فوزية العلوي
تونس
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع