زَغِبٌ كَفِراخِ البلابلِ
هذا المساء
ومِن الجانِبينِ البَعيدينِ للنهرِ
ضَوضاءُ ماضٍ تَجيئُ مُقَطَّعَةً
مِثلَ فِلمٍ عتيقٍ
وقد ضاقَ ذَرعاً حذائي
بِمَن لا يُساوي حِذاء
أَشُقُّ طريقاً
ويُغلِقُهُ الوردُ خَلفي
قد ارتَكَبَ الوردُ إثماً جميلاً
فما ذَنبُ مَتَّهَمٍ كُلُّهُ أَبرياء
وما هَرِمَت أُذُنايَ
ولكن غَدَوتُ أُصيخُ بقلبي
ولا شَفتَايَ لقد تابَتا
رَغمَ أَني دخَلتُ
بَواكيرَ فَصلِ الشتاء
ومَن ذا يَتوبُ
وهذي السنينُ
تَمُرُّ سِراعاً
وفي القلبِ عِشقٌ
لَأَكثَرِ مِن عُمرٍ
وفي دفتري شَبَقٌ
مِن هواتِفِ أَشهى النساء
لقد كُنتُ طِفلاً
يُحدِّثُني اللهُ
في كُلِّ شيئٍ
فما بَينَنا لُغةٌ
تتجاوَزُ كلَّ المَباني
وكُنتُ إذا ما تَجاوَزَ
حُزني كَياني
أَفيضُ حَنانَاً
وأَجمَعُ بينَ التُرابِ
وبينَ السماء
ورَغمَ تَناسُلِ
حُزنِ المسافاتِ
بينَ العِراقِ وبَيني
كأَني على دِجلةَ المُعجِزاتِ
نُغَرِّدُ ماءً لِماء
وتأتي الزَرازيرُ غَيماً
وتَرسُمُ في الجَوِّ
أُلبومَ مِن أُغنياتٍ
ومِن صَلواتِ الضياء
هو القَرمَطِيُّ
يُريدُ الخَوارِجُ مِنهُ النُّكوصَ
وهيهات.. هيهاتَ
في طِينِهِ العربيِّ عليٌّ
وفي كلِّ تاريخِهِ
العِزُّ والكبرياء.
مظفر النواب
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع