البيضة
وصلوا إلى الغابة. أنزلوا الباطية من رأس النخلة و صفّوا القلّوم المقتول في رأس أمّه من التّفش و الحشرات.
تحلّقوا تحت النخلة و رشقوا البيضة في الوسط على ذروة كومة من الرمل، في وضع شاقولي، الطرف المدبّب إلى الأعلى.
بدأ الدور يتناوبون عليه في نسق متسارع عند البدء ثم بدأ يتخافت عندما تسلّل الرحيق خلف خطوط الأعصاب و بدأ يتلاعب بالنفوس.
لم يجرأ أحد منهم على المساس بالبيضة. كان الواحد منهم يرمقها بعين الرغبة. يودّ لو يكون أوّل من يفتضّها لكن يمسكه عنها حاجز وهميّ وضعوه حولها، يحصّنها من سطوتهم. حيث اتفقوا و هم سائرون الى القعدة أن أول من يمدّ يده إليها يفقد نصيبه فيها.
سقط معطف الريش عنها فلاح جسدها الممشوق تحت دنتيل قرمزي. استلقت على الرمل رافعة فخذيها فلمعت العيون عند اندلاع الجرف المموّه بالحشيش . تصبّب العرق مع قطرات من الكحول انعصرت عبر المسام الجلدية طردها الضغط العالي في الداخل.
ثارت النفوس . هاجت و ماجت و لم يقترب أحد منها رغم الإغراء الذي يتقلّب مع تقلّب الأمعاء الخاوية. سكبوا أدوارا و أدوارا لعلّهم يكبتون جماح الشهوة. هيهات هيهات، كان يتضخّم مع كل جرعة تنزل، حتى انتصبت فوق الكثيب و جعلت ترقص تهزّ صدرها تارة و ترفع ساقا تارة أخرى فتنكشف أوراكها ثم تدوّر بالزمنكى و هم من حولها يكاد بعينينه كل واحد منهم ينهش قضمة من لحمها.
وثبوا وثبة رجل واحد و أنشبوا أظافرهم في جسدها فسألت بين أصابعهم و غطّى الرمال سائل أحمر لزج. تلطّخت الأيادي بدمها و لم يشعر أحد منهم بالذنب. صار كل واحد منهم يتهم الآخرين بالفساد و تبديد البيضة.
دوّى صياحهم في أرجاء الغابة فغادرتها العصافير. نزل عليهم الظلام و لمّا ينقطعْ هرجهم و مرجهم.
جمال الطرودي تونس
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع