حصاد الحزن - عبير محيش
مشاهدُ الموتِ أمامَنا يوميًّا تعانقُ حاضرَنا، أيُّ مستقبلٍ زاهرٍ باقٍ؟
أيُّ جمالٍ؟ الآباءُ يزرعونَ والأبناءُ يحصدونَ..
وها نحن اليومَ لا نحصدُ سوى الحزنِ.. نُحاولُ جاهدينَ قدَرَ المستطاعِ بأن نزرعَ سنبلاتِ قمحٍ متواضعةً، تحني رأسَها بكلِّ محبَّةٍ وتواضعٍ، تحملُ أملَ الغدِ..
حياةٌ طويلةٌ بالأسى والمرارةِ مُنقَّحةٌ على أزقَّةِ الطُّرقاتِ، على الأرصفةِ، حيث يمرُّ المارَّةُ وكلٌّ في عقله تسيرُ الهموم، فبائعُ الحزنَ ينتظرونَه دائمًا في زوايا البناياتِ.. كلٌّ قبل أن يصلَ إلى بيتِه يلقاهُ ويأخذُ حصَّتَه، ليس بِهواه فهو مجبرٌ، بعدها قد يصادفُه أملٌ، فلولا سوادُ اللَّيلِ لما بانَ بياضُ القمرِ.. وقد تزدادُ الأعباءُ عبأً فلا يرى سوى سوادٍ حالكٍ دون نجمةٍ، دون قمرٍ، دون حبيبٍ يؤنسُ وحدةَ السَّهرِ.
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع