كَأْسٌ وَهَمْسٌ
شعر : خالد الحامد
رُؤَاهَا الدَّرُّ فِي رَأْسِي
كَخَمْرٍ صُبَّ فِي كَأْسِ
يُدَاوِي الهَمْسَ بِالهَمْسِ
يُضَاءُ الــدَّرْبُ إِذْ مَرَّتْ
تَزُقُّ النُّوْرَ فِي الشَّمْسِ
فَــلَا حُسْــنٌ يُـضَاهِيْهَا
وَلَا عِطْــــــرٌ لِذِي أُنْسِ
إِذَا خَامَرْتَ شَدْوَاهَــا
تَعِيْشُ العُمْرَ فِي عُرْسِ
كَأَنِّــي دُوْنَ سُقْيَـــاهَا
جَدِيبُ العَقْلِ وَالحِسِّ
وَدُوْنَ العَقْلِ مَنْ يَزْهُو
أتَزْهُو النَّاسُ فِي هَوْسِ
أَبَــعْدَ العَقْلِ مِنْ كَنْـــــزٍ
يَـــدِّرُّ الفِكْـــــرَ بِالنَّفْسِ
فَلِـــي قَــلْبٌ بِهَـا يَـحْيَا
وَعِشْقٌ صِيْغَ مِنْ قَبْسِ
فَكَمْ أَقْـــــوَىٰ بِهَا عَزْمَاً
كَعَزْمِ السَّـــهْمِ بِالقَوْسِ
فَيَـــا دِفْءَ الشَّرَايـــينِ
أَغِيثي الرُّوْحَ مِنْ بُؤْسِ
فَمِنْكِ القُرْبُ ذُو سَلْوَىٰ
وَعَنْكِ البُعْــدُ ذُو تَعْسِ
وَيُصْغِي الصُّمُّ إِنْ شَاءَتْ
وَيُشْفَىٰ البُكْمُ مِنْ خُرْسِ
وَلِلْأَعْمَىٰ تُزِيْـحُ الحُجْبَ
بِالـــــــسَّمْـعِ أَوِ اللَّمْـــسِ
فَمَنْ أَهْــــــــدَىٰ لَهَا قَلْباً
تَصُنِ الوَعْيَ مِـنْ وَكْسِ
لَهَا الأَجْيَالُ فِــي عِشْقٍ
مَـــكِيْنِ العَــــزْمِ بِالغَرْسِ
فَتَاةٌ بَعْـــــــدَهَا الــدُّنْيَا
كَجِــــسْمٍ دُوْنَـــــمَا رَأْسِ
بِهَا الأَطْـــيَافُ زَاهِيَـــةٌ
تُذِقْكَ الحُــــبَّ فِي مَسِّ
وَقَلْبِي بِالجَـوَىٰ يَـشْدُو
لَهَا الأَشْـــــــعَارَ كَالدَّرْسِ
أَيَا لُغَتِي وَمَـــــنْ يَـعْلُو
بِـــــلَا ضَــــــــادٍ وَلَا أُسِّ
فَيَا لُغَـــةً لَهَا وَحْـــــــيٌ
يَبُثُّ الرُّوْحَ فِــي الرَّمْسِ
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع