وطفلٌ صغير
وطفلٌ صغير وقعَ بين أيدي المغتصبين
ثيابُه من نفناف الثّلج
معطَّرٌ بالبخور
مزنَّرٌ بالزّهور
ومُغْتَصِبٌ كبير نَهِمٌ خطير
بسطَ يديه إليه … والطّفل فاقد والديه
أبٌ، مكانُه فارغ!… وأمٌّ أسيرة القيود
في مجتمعٍ يستضعفُ المرأة
اخترعوا لها مقاييس وبعضَ حدود
فقط يهلّلون لبطنها عندما يصرخُ المولود
وطفلٌ صغير وعيونُ مغتصبٍ كبير
نزعَ عنه ثيابَ النّفنان فارتجف
وبقيَ البخور يعبقُ للسّماء كي ترأفَ
سال ريقُ الغول والطّفل يصرخ
وأمّه اعتقلتها التّقاليد، لا حقوق
أصابعُها واهنة ، صوتُها مخنوق
ومَن يحميكَ يا طفلًا مقهورا …
والكونُ ظالمٌ وعقوق؟…
الغولُ متربّصٌ بك من زمان
بسطَ يديه، يُكبّلُكَ
يقضمُ شفاهَك يُهشّم وجهَك
سالت دماؤك …أمُّك وأنت ترتجفان
ألا يوجد في هذه الأرض أذنان تسمعان؟
تناثرْتَ أشلاءً وما بقيَ إلّا قلبُكَ الحزين
ولن تستكين ، قلبك نابضٌ مدى السّنين
يا طفلَنا الصّغير الغالي !… أصرُخُ
حروفي ترتعدُ، تَرعدُ ، تَبرقُ ولا تلين
ولن تلين يا طفلي الغالي
يا وطني … يا عشقي الأبديّ
ولو رحلتُ من دنيا مبتورٌ فيها العدْلُ
ستبقى روحي ترفرف في سمائك
حمامةَ سلامٍ يا وطني …
كلّما رفرفَتْ حمامةٌ بيضاء في سمائكَ
أكون جناحيها وريشاتِ خلودِكَ يا وطني !…
لأنَّ ريشاتِ خلودِكَ وجمالِكَ ،من خالقِكَ ، يا وطني!…
الحسناء ٢٠٢٣/٣/٢ -قلم حرّ -
#الغول الإنسان#لايشبع#
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع