هل ستغفر؟
الحادية عشر ثم ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ..
- " ﻋﻔﻮﺍ هناك مكاﻟﻤﺔ واردة لك
- هذه مواعيد عمل سأجيب وأعود
انتظري .
-أبعدﺕ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻋﻦ أذنها وأﻻﻑ ﺍلأﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺗﺤﻮﻡ ﺣﻮﻟﻬﺎ
تنتظر وتنتظر دون جدوى .
- ﻻﻳﻌﻘﻞ أن ﻳﻈﻞ ﻣﺸﻐﻮﻻ ﺣﺘﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﺓ !
- ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻻﻥ ؟؟
- وهل يعقل ؟مواعيد العمل تعقد بآخر الليل .
ﻛﺎﺩﺕ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ أن ﺗﺪﻣﺮ ﺧﻼﻳﺎ ﺭﺃﺳﻬﺎ ..
ﻭ ﺍلقلق يضرﺏ ﺟﺪﺭﺍﻥ عقلها
ﻇﻠﺖ ﺗﺮﺍﻗﺐ ﺷﺎﺷﺔ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ مرات ومرات عدة ليال أخر.
الوعد الذي قطعه لها "إن مات هذا الحب سيصارحها ويمضي كل منهما في طريقه دون خيانة أو أذية".
ﻇﻠﺖ ﺷﺎﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﻣﺘﺎﻫﺔ كل اللحظات التي مرت وﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻟﻢ ﺗﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﺸﺎﺷﺔ ﺍﻟسوداء،أملها ﻳﺤﺘﻀﺮ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﺮﺕ ..
ﻭ ﺑﻌﺪ تفكير دام لوقت طويل ﺗﺴﻠﻞ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ كاللّص إليها توﺳﺪﺕ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ و ﺑﻘﺎﻳﺎ أمل مهدور.
ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ صباحا ،فتحت المسنجر لا رسائل صباحية كما في السابق وبعض الأحيان تكون تلك الوجوه الفيسبوكية التي ﻻ تغني ﻋﻦ ﺷﻮﻕ.
- ﻭبعض الأحيان كلمة أحبك مرمية دون معنى أو شعور كأنها ريشة تذرفها حواف المسنجر .
وأما إن كانت المكالمة تلفونية فهي أشد من الجفاف وأبرد من البرد تسودها الضبابية ويغالبها الصمت لأكثر من نصف ساعة وأحيانا تستدرك بكلمات لا علاقة لها بما يجمعهما .
- أﻱ ﺑﺮﻭﺩ ﻫﺬﺍ ﺩﺭﺩشات عقيمة
ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﻭ ﺍﻟﻈﻨﻮﻥ ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﺗﺒﻜﻲ ﺑﺤُﺮﻗﺔ وألم ،ﺭﺑﻤﺎ ﻷﻥ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻟﺸﻚ ﻳﻘﻴﻦ ..
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻋﺘﺎﺩﺕ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﺤﺐ أن ﺗَﻜْﻔُﺮ ﺑﻜﻞ ﻳﻘﻴﻦ وﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻗﺸﺔ أمل وتكذب ﻛﻞ الظنون والشكوك .
-في إحدى الولايات يكون اللقاء يعيد رنين الحياة لقلبها.
هي ليست غبية لكنها بكل قوة خارقة تريد لهذا الحب الذي يسكنها أن يظل خالدا .
-هو يغلق شارة الانترنت حتى لا يعكّر صفو الجو .لا يجيب على بعض المكالمات .
-يحترق قلبها لأنها تعلم جيدا من هم المتصلون ،تلزم الصمت خوفا من غضبه أوفقدانه .
-ثم يهمس لها : ﺍﺷﺘﻘﺖ إليك
تجيب أحيانا بنفس الجملة وأحيانا أخرى تتنهد داخلها لأنه لو يعلم أن الشوق يرتديها كمعطف حتى وهو بأحضانها .
تسأله عن عدة أشياء غامضة كانت تشربها داخلها ،فيشربها التجاهل
و لا يجيب ثم يعدها بالحديث في الأمر لاحقا حتى ينسيها السؤال.
تنظر إليه ﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻋﻦ ﺑﻮﺍﺩﺭطمأنينة أو دليل لكن للاسف لا تجدها.
أﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻴﻤﺎﺭﺱ ﻃﻘﻮﺳﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻨﻌﻬﺎ
ﻳﻌﻠﻢ أﻥ ﻻ ﺣﻮﻝ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ﻟﻬﺎ أﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭ ﺳﺤﺮ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ..
ﻣﻮﺝ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺲ ﻳﺤﻄﻢ ﺳﺠﻦ ﺟﻔﻨﻴﻬﺎ .وأحيانا تبتسم ﺑﺸﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴها
ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎنية يرن هاتفها ليتحطم على إثر ذلك قلبها
" ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﻛُﻔْﺮ .. ﻭ ﺷِﺮْﻙ .. ﻻ ﻏﻔﺮﺍﻥ ﻟﻪ "
لكن هل ستغفر ؟
فجأة إنشق القلب وزاد عمق الجرح.
في السيارة تريد أن تجهش بالبكاء لكن كبرياؤها لا يسمح .
تحدث نفسها :
"ﺃﻇﻨﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﻘﺪﺳﻮﻙ ﻛﺘﻘﺪﻳﺴﻲ٫ولن ﻳﻤﺠﺪﻭﻙ ﻛﺘﻤﺠﻴﺪﻱ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻐﺖ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮ ،أتدري ﻟﻤﺎﺫﺍ؟
ﻫﻢ ﻳﻌﺸﻘﻮﻥ ﻓﻘﻂ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﺬﺍﺑﺔ ،،ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ
ﻣﻦ العيون ،،ﻭﻟﻜﻦ إعلم جيدا فأنا مختلفة جدا لأني فعلامختلفة أﺣﺒﺒﺖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ فيك ،ﻗﺪﺳﺖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ فيك الايجابيات وحتى كثير السلبيات ﻋﻈﻤﺖ ﺳﺤﺮ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﺃﺗﺨﺬﺕ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﺣِﻜﻤﺎً ﻭﻟﻢ ﺗﺨﺮﺝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻣﻦ ﻣﺨﻴﻠﺘﻲ ﻭﺃﻇﻨﻬﺎ ﻟﻦ
ﺗﺨﺮﺝ !
ﻭ إن ﻭَﻋﺪﺕُ أَفِي ﺣﺘﻲ
ﺍﻟﻤﻮﺕ !
وبعيدا عن لغة القلوب ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﺃﻭﺍﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ أو الجمال
ﺃﻭﺣﺘﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﻋﺰﻳﺰﻱ فأنا فعلا ﻣﺘﻔﺮﺩﺓ أعشق بنقاء وأوفي بإخلاص
وإن نظرت في عينيك لا أخجل لان الصدق يملأهما .
ﻭﻟﻜﻦ ﺳﻨﺘﻔﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺒﺎﺀ يوما ما، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺘﻲ سيحصل هذا ؟ﺣﻴﻦ ﻳﻘﺎﺱ ﺍﻟﻐﺒﺎﺀ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﺣﺒﻲ ﻟﻚ.
رمال عبد اللاوي
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع