أنامل من صبر
هل يعلم الصبر كم كنت من ال....
وانّي اذا ضاق صبري
ينفجر العمر ...
وكم كانت عجافا ...
وها أنا أعانقه الدّهر
كعادته الرّبيع مخضوضر
تزركشه الأماني ...ويعصره السّحر
كلّما ضاعت دروبي ...يشاؤني القفر
هكذا الدنيا تلامسني ...
وترميني بأطراف ...يقال أنها السرّ
وكم أخشى مجاهرتها...فأسكنها ولا أدري
وان ضاعت مسافاتي تتوه مساربي علنا
ولا يبقى لها العطر
الاهي يصعب الأمل ...وتحقيق أمانيّ
بعيدا يقطع الفجر
الاهي ضاعت الدنيا
بقينا نحن والدّهر
يقلّبنا كما شاء ...نجاريه له أمر
نحاذي فيه أحلاما ...وترضيه النفقات
بما بقي من العمر ...
ونلقاه بلا زمن ...تحين ساعة الصّفر
هو الصبر ينثرنا ...وينشرنا بلا ذكر
وما كنا له سندا ...وما كان لنا ذخر
هو يمضي يواعدنا ...ويأتي مثلما الهجر
الاهي دوّت الروح...لها ارتجّت جوى الصدر
وانّي حين تجمعنا ...جراح الدهر للعمر
تفاوضنا على صلح...على اللامكان للجرح
على اللازمان للقبح ...
على أشياء تجمعنا ...من الفرح الى الفرح
وان سجّلنا غربتنا ...ما بين الصّبح والعصر
دع الأحلام ترقبنا ...ويسطعنا صدى الفجر
وكم كنا نسايره ...نوافيه بلا جهر
الاهي كم هو فينا ...وكم نصبر على الصبر
الاهي هي الأرض مدوّرة ...تغيّرنا ...تعاصرنا
وحين هدوؤنا تثأر ...بلا مأوى نصير نشهد القهر
وهل لنا في صدرها سوى ....
أكفانا يسوقها القدر ... ونرعاها كروما وزيتونا
ونخلا يظّل متاعبنا ...ليرتاح شقى العمر
الاهي جميل فتحت لنا بابا...
وأبوابا تخفّض زلّة الذكرى
وصبرا يؤنس السّهر
وحين تضيق دنيانا ...نفرّ اليه بلا ذعر
ويهدأ الزمن للزمن ...فيرمينا الى الدّهر
ونغرق فيها دنيانا...
بأحلام تناشد الصّبر
الشاعرة العربية
نجوى النوي
تونس
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع