ذات قراءة عجلة لمنتخب من " قوارب الموت " للاديب شكري السلطاني - ريم بلهادي بيبش
نصّ محكوم بالمفارقات بين الاسم والمسمى فهذا سعيد فقير مقهور مفطوم باكرا لفضته الطبيعة قبل ان يلفضه المجتمع فلا حليب له فان رضع فمن أمومة ذاوية ، جذره إلى الحياة هزيل وهذه صابرة تفجر سؤالا علام تصبر وهي لا تملك مقوماته ؟ لا تملك انتماء حتى لأمومتها فهي ذاوية يخبر بذلك حليبها الذي قد يخرجها من معناها المباشر الى الرمز ويرشحها هذا الخروج أن تكون وطنا لم يحسن تغذية بنيه لبن الانتماء وما أدراك ما الانتماء الانتماء إلى ذواتهم قبل الانتماء إليه وهل لمنقطع عن ذاته ، عن حبه للحياة انتماء للوطن ؟!! وهذا حامد رجْعُها رجع صابرة صورة لا يمت للحمد في معانيه حتى الدينية العميقة بصلة إنّه أقرب إلى مستسلم لم يسق هو نفسه لبن الرفض فلم تقو عليه نفسه ...لذلك ربما اختار له الراوي إطارا مناسبا هو الحاويات والنفايات واشياء أخرى لم تسمّ ... انه ليس احتقارا لما يمتهنه فهو كدّ يبقى شريفا لعله أشرف ممن ينتفعون به حيتانا كبيرة ترم ببخس إلى جهد يكد ويكد ويدهو يرضى به بخس كأن الراوي لم يجده صفة مناسبة فأردف إليه جدّا ... الكلّ في هذا الكون القصصي له من اسمه نصيب لعله نصيب الضد فسعيد تعس وصابرة خانعة وحامد أقرب إلى رضا لكنه بالمهانة " حليب الأمومة الذاوية " عصب الحياة في هذه السردية والبذرة التي تنشق منها حياته ولكنها ايضا عصب الموت الذي يميت كل المعاني الجميلة قبل أن تولد ... يولد واقعا سافرا مرّا ... أرى خلل حروفه الموت والخيانة والانتماء مفاهيم ترجّ لتشرّح لا لتبرّر وحتى الراوي الذي يعلن نفسه ناقلا للأحداث لم يكنه فتجده يأخذ منه ليكسو شخوصه شيئا من الثورة والرفض ويصدح بصوته تحسبه مختبئا لكنه بيّن ... الراوي يهب لغته ولسانه للشخوص شخوص ربما كانت بلا لغة بلا لسان فكساها هو لغته لغته يد يبسطها اليهم حتى يقووا على الوقوف وأخذ مواقعهم في بقعة سرد ... فهل ستظل هذه الشخوص بلا ألسنة بلا لغة بلا ذوات عميقة ؟ هذا ما سيقوله النصّ ... قد تكون قراءة عجلة لكنها قد تراجع إذا جوبهت بما بقي الصورة اليسرى من متحف إيطالي جمع حقائب الحراقة الذين لقوْا حتفهم في رحلتهم إلى الشمال وقد كتب على اللوحة " لكلّ حقيبة حكاية
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع