غدر الزمان
بقلمي أنور مغنية
فاضَ بِيَ الشوقُ
ونَزَعَ القلبُ للقاءِ المحبوبِ
فالحبُّ حقيقة من حقائق الأكوانِ
بالأمسِ كنتُ هنا
واليومَ عدتُ
خالياً من الأشياءِ
لا أحَدَ يعرفني سوى أحزاني
أبكي أشيائيَ التي رحَلَت
وتناثَرتُ في البُعدِ
ما بين أزقَّةٍ وجدرانِ
يا ليلي اخفض جناحَيكَ
دعني أقصُّ عليكَ
حكايةَ غدرِ الزَّمانِ
دعني أختزنُ في خوابيكَ كرومي
دعني أُعَتِّقُ فيك
نبيذَ الدِنانِ
اقترب يا ليلي
ودعني أغفو قليلاً
علَّ الأحلام تزورني لثواني
أنا ما بكيتُ
ولكنَّ الأيام وظلمها
والقَدَرُ بقسوتِهِ احتواني
ما عدتُ أستفيقُ من سَكرَتي
عذابٌ يتلوهُ شوقٌ
يغتالُ وجداني
أنا موجةٌ تصارعُ بحرها
أنا نورسٌ تائهٌ
لا يكِفُّ عن الطيرانِ
أنا ظلُّ شِفاهٍ ترتعشُ
والوحدةُ تُشرِقُ كالحلم في عيني
أضنتني تلك الوحدةُ
كما ذاك الحلمُ أضناني
صارت عيناي زهرتان
وقلبي المُتيَّمُ
لاذَت به الأغاني
توَقَفتُ كثيراً في رحلتي
لأجمع زهوراً مثلي
تُعاني مِمَّا أُعاني
صرتُ موسيقى
طائرٌ يرقصُ فوق الماءِ
وزَهَوتُ
كملكٍ من ملوكِ الجَانِ
أنا زهرةٌ وحيدةٌ
عَبَثَت بها الريحُ
أوراقي غادَرَت أغصاني
أنا ذاك النورسُ المُنهكُ
بكى من شقائهِ فأبكاني
أنا وهو ظلاَّن نسختهما الشمسُ
من طلوعٍ إلى زوالٍ
أنا وهو وجودان إضافيانِ
نحنُ حالة من حبٍّ وجنونٍ
بالهذيان ترتقيانِ
أنور مغنية 16 12 2021
متابعة / روضة الادباء العرب
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع