للتّي
****
جفّفت نبع أحلامي
من ثغر الحياة
و طمست ضفّتيه
الصادحتين بالغناء
و رمت بي بعيدا
في سراب التمنّي
بين أشباح الصحراء
للتّي حصدت عمري
وتتركه أغمارا أغمارا
مرميّا على حافة الوقت
تستظلّ تحته الخيبات
تأوي إليه الظّنون
طول سنين الفراق
تتزاوج... تتكاثر...
طول فصول الجفاء
أقول : أ هان عليك تركه
طريح العذاب ؟
طريح الشقاء ؟
وأنا الذي...
ما أحببت سواك
ما نبض فؤادي لغيرك
لماذا ؟.. لماذا ؟
أغلقت بيدر قلبك دوني
و شيّدت جدار صدّ بيننا
لماذا ؟
لماذا لم تتركي...
سنابل الحبّ شامخة ؟
تزيّن صدر الوجود
قلائد فخر مثبّتة
بنحر الحياة الساحرة
آه... و آآآآه...
خذلت عزم ساعديّ
خيّبت أمل المنجل
تركت الرّياح تلهو
بضوء سراج عمري
في ليل بهيم
و انت تعلمين
حجم غربتي بدونك
آه يا معذّبتي
طالت وحدتي
على ربوة الأماني
ملّني الإنتظار
عقارب الساعة
سخرت منّي
أسرعت في الدوران
تتلف ما تبقّى من السّنين
و الماء ينفلت من كفّي
تتمزّق أوردتي
تتعثّر خطواتي
تتحطّم قصور آمالي
على أطلال الماضي
أه يا غاية النّفس !
أنسيت أنّي ...
نذرت لك حياتي ؟
كم يلزمك من وقت ؟
و من جرح ؟
و من عمق؟
لينبلج الفجر...
و يأتي الصّباح...
ها أنا مازلت كما أنا
واقفا انتظرك ...
فوق أنقاض الذكرى
يهزّني وابل من الآهات
أسكب أوجاعي في المدى
و الزّمن يدعوني للمضيّ
نحو الأصيل...
فأبلسم عمق جراحي
بحزن ناي و أمضي....
* صادق الهمامي تونس
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع