ما بك يا أمي ؟
أمي
أمي
ما بك
وهل تتحدث إلي يا بني؟
أجل
لا شئ
ولكني أريد أن اعلم ما الذي تفكرين به
انها الذكريات يا بني،
تحدثي وكل أذني لكي
انت تعلم اني ترتيبي الثاني في عائلتي بين ثلاثه بنات
وشقيقاتي حباهم الله ببشره بيضاء
وعيون زرقاء وشعر اصفر كالحرير
مثل والدتي،
ولكني أنا الوحيد بينهم ذات البشره السمراء والعيون السوداء والشعر المجعد مثل عائله أبي ،
ومع ذلك أطلق علي والدي اسم جميله
وكأنه شعر بما سيحدث لي في المستقبل
،
من أنا وصغيرة أشعر أني مختلفه عن إخوتي
حتي أمي تعاملني معامله جافه مختلفه،
وكانت تغدق علي إخوتي بالحب والحنان
حتي أقاربي أطلقوا عليا اسم السوداء،
وكرهت حالي وكرهت كل شئ
وأنا لم اتجاوز سن السادسه
والذي كان دائما يشد من أزري هو والدي فكنت دائما بجانبه أتناول طعامي معه وأنام بجواره وكان دائما المشجع لي
وكثيراً لفت نظر والدتي لسوء معاملتها لي
ومنع دخول أقاربي المنزل بعد ما سمعهم يقولون لي يا سودا
ومرت الأعوام وأنا الاولي بمدرستي
ومحبوبه من معلماتي ومعلميني
ولكن كان هنالك بعض التلاميذ يتنمرون علي
وذات ليله عدت من المدرسه أصرخ وأبكي بحرقه وأبكي وأبكي
وأمي لا تكترث بي
ونعست من شده البكاء
إلي أن جاء أبي ورويت له أن بعض التلاميذ بالمدرسة يتنمرون ويضحكون ويتلفظون بالفاظ جارحه لي
وأبي لم ينم تلك الليله
إلي أن ذهب معي إلي المدرسه في الصباح الباكر
ودخل إلي غرفه المدير مباشرة
طلب مني اني أقص للمدير ما حدث
وبالفعل طلب المدير حضور التلاميذ وعنفهم أمامنا وعاقبهم ثلاثه أيام لم يأتوا إلى المدرسة و لم ياتوا إلا بحضور ولي أمرهم
وتنططت الفرحه بداخلي وأبتسمت وفرحت جدا بأبي
وحمدت الله ان معي اب كهذا
أما عن علاقتي بأخوتي كنت دائما أجلس وحيده وأدرس دروسي وحيدة،
وألعب مع قطتي بمفردي
وأمي هي السبب في ذلك
فهي من زرعت الجفا والبعد والضغينة
بالتفرقه في المعامله بيننا،
فقدت كانت تاني لهم بأجمل الثياب
وأجمل الالعاب
وأنا تعطيني الثياب البالية
بحجه اني لا شئ جميل علي
ومرت الأيام وصممت أمي علي دخولي مدرسه صناعيه رغم تفوقي
بحجه أن الثانوي العام مصاريفه كثيرة ،
ومع أن اختي الكبري التحقت بالثانوي العام
وحدثت مشاده بينها وبين أبي
وبالفعل دخلت ثانوي عام.
وواصل ابي العمل ليل نهار لتوفير مصاريفي
ومرت الثلاث سنوات وجاء ميعاد اعلان نتيجه الثانوية العامه ،
وكنت بالاولي علي محافظتي
وفرح أبي فرحا شديدا
وقام باحتضاني ووأنا قمت بتقبيل يديه.
ومرت الأعوام إلي أن أصبحت بالسنه الرابعه ورايت طبيب شاب كان أستاذي وكان دائم النظر لي
الي أن جاء يوم وأنا منتظره زميلاتي
تحدث لي بصوت مرتجف...... جميله......
ولكني من شده خجلي لم التفت إليه ،
وسرت مسرعه الخُطي
وتسألت
ماذا يريد مني الدكتور عمر ؟
ومر أكثر من شهر وهو كل يوم يغدقني بالنظرات
الي أن يوما اعترف عن حبه لي
ورغبته بالزواج مني
ولكني تفاجأت
ولماذا أنا ؟
والكليه مليئه بالحسناوات الجميلات
رد عليا وكأنه يعلم ويشعر ما يدور بخاطري
فإن الجمال جمال الروح
وجمال الطباع والأخلاق
و جمال الوجه والجسد لم يدوم
وإني أراكي أجمل فتاه في الكون
أحمر وجهي ونظرت لأسفل ،
وتحدثت مع أبي وبالفعل جاء هو ووالده وتقدموا لخطبتي
وتم تحديد ميعاد الفرح وسط زهول الأهل والأقارب والمعارف.
لقد تقدم لخطبتي طبيب وسيم من أكبر العائلات وسأتزوج قبل اختي الكبري الجميله الشقراء
وتزوجت وأكرمني ربنا بك يا إبني
وعوضني ربنا بوالدك ومعاملته الحسنه وحبه الشديد لي
فدائما يقول لي
إسمك جميله
وإنت بالفعل جميله.
بقلمي سها الراس
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع