سوف نفرح
أحاول أن أنسى وجعي
وأنسى ما رأيت عليه وطني
أشعل السّجارة تلو الأخرى
وأنفث دخانها أمام عيني..
علّ الضّباب الّذي يتشكّل أمامي
يخفي صورته عنّي
وأمنّي النّفس أنّي
سوف أفتح عيني
فأجد صورة هي حلمي
ألوان الرّبيع تزيّن شوارعي
وأسراب الطّيور تغطّي سمائي
وحركة دؤوبة كأنّنا في العيد
لكنّني أسمع أصواتا تهزّني
فأدرك أنّ الألم متواصل
ولم يمحوه الضّباب الّذي حجبني..
أحاول مرّة ومرّة كي أكون لوحدي
ولكن هيهات آلامك تصلني
ارتشف قهوة سوداء كليلي
علّي أضع فيها كلّ الأسود الّذي عندي
ولن أبقي إلاّ على ألوان زهوي
علّي أرى بعد القهوة ألوان ربيعي
لكنّ القهوة انتهت فرأيت حزنك من جديد
وضعت عطورا شتّى يشتمّها أنفي
كي أسبح في سماوات غير سمائي
لكنّ عطرك يطفو فأنسى حلمي
وأدرك أنّني لا أعيش خارج وكري
ولن أكون إلاّ صورة من وطني
لذلك حزنه يسكنني
و السّحابة الّتي فوق رأسي
تمتدّ من البحر إلى البحر
يا بلدي ...
يا بلدي لا تبالي
فشعبي يحبّك دائم الدّهر
وسوف يفعل ما في الوسع
كي تكون في أحلى الصّور
وغدا أو بعد غد
سوف ننشد أحلى نغم
ونرتدي أزين اللّباس
وننسى كلّ المآسي..
رشدي الخميري / جندوبة / تونس
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع