سُحُب الظّلام وغمرة الأحزان ... (من وحي عيد مهجَّر في مخيّم)
سُحُبُ الظَّلَامِ وغَمْرَةُ الأَحْزَانِ
هَـزَّتْ نُـهَـايَ بِـمُؤْلِـمِ الأَحْزَانِ.
وتَذَكُّرُ الأَحْبَابِ زَادَ فَـهَاجَنِي
فِي لَيْلَـتِي، فَـانْـهَـلَّ دَمْـعٌ قَـانِ
فِي لَيْلَةِ العِيدِ "الكَبِيرِ" وذِكْرُهُ
سَـرَّ القُـلُـوبَ بِمُـبْدِعِ الأَلْحَانِ
نَسَجَتْ حُرُوفِي مِعْطَفًا رَزَحَتْ بِهِ
رُوحُ اصْطِبَارِي، مِعْطَفَ الأَحْزَانِ
وأَتَـى لِغَيْرِي بِالسُّرُورِ الهَانِي
فَسَهِرْتُ أَنْقُدُ سَهْمَ دَهْرِي أَدْمُعًا
وأُدَافِـعُ الأَحْزَانَ، وَهْيَ دَوَانِي
وأَتَـاحَ غَيْـرِي لِلْـمَـسَـرَّةِ عَـالَـمًـا
نَقَـدَتْ مَزَارَهُ ضِـحْـكَةُ الأَقْرَانِ
يَا عِيدُ، يَا عِيدَ الـمَسَرَّةِ والهَـنَا
هَا لَيْلُكَ الدَّاجِي الطَّوِيلُ شَجَانِي
قَدْ طَالَ حَتَّى خِلْتُ أَنَّـهُ أَدْهُرٌ
واسْـوَدَّ حَـتَّى تَــاهَ فـيـهِ كِـيَـانِي
فِيـهِ، تَعَـالَتْ لِلسَّـمَـاءِ مَسَـرَّةٌ
تُنْشِي النُّجُومَ، بِـفَـرْحَةٍ وأَمَانِي.
وبِـهِ، تَـعَالَتْ زَفْـرَتِي، بِـأُوَارِهَا
تَشْكُو النُّجُومَ تَـوَجُّـعِي وهَوَانِي
فِيهِ احْتَمَى الخِلُّ الضًّعِيفٌ بِخِلِّهِ
وذَوُو الفَتَى غَمَرُوا الفَتَى بِحَنَانِ
وبِهِ احْتَمَى بِي شَوْقُ مَنْ أَنَا ذَاكِرٌ
وبِعَادُ أَهْلِي فَارْعَوَتْ أَحْزَانِي
فِيـهِ، أَنـَارَ الـحُـبُّ قَـلْـبَ مُـتَــيَّـمٍ
لَقِيَ الحَبِيبَ فَمَادَ كَالسَّكْرَانِ
وبِهِ تَكَالَبَتِ الـهُمُومُ عَلَى الـحَشَى
وتَنَاءَتِ الأَفْرَاحُ فِي أَحْزَانِي
فِيهِ، قَدِ اجْتَمَعَ الصِّحَابُ بِـأَهْلِهِمْ
وبِـهِ بَكَتْ أُمِّي لَدَى فِقْدَانِي
يَا عِيدُ، أَنْتَ لِغَيْـرِ أُمِّـي فَـرْحَـةٌ
ولَهَا دُمُوعٌ أَجْـهَشَتْ إِخْوَانِي
يَا عِيدُ، أَنْتَ لِغَـيْـرِ قَـلْبِي شُعْلَةٌ
ولَهُ طَلِـيسٌ حَـالِكُ الأَرْكَانِ
يَا عِيدُ، أَنْتَ لِـغَيْـرِ عَيْنِـي قُـرَّةٌ
ولَـهَـا سُهَادٌ، مَا رَأَتْ عَيْنَانِ
طَالَ التَّـقَلُّبُ فِي الفِـرَاشِ وإنَّنِي
بَيْنَ الأَخِلَّةِ سَاهِرُ الأَجْفَانِ
هَا قَدْ هَزَمْتَ مَع التَّعَلُّلِ خَاطِرِي
فَارْحَمْ، سَأَلْتُكَ، لَسْتُ لِلْأَشْجَانِ
إِنِّي ضَـحِيَّةُ ظُلْـمِ مَنْ أَنَا أَشْتَكِي
للهِ جَـهْـلَـهُ قِيـمَةَ الإِنْسَان ...
حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس
خواطر : ديوان الجدّ والهزل
متابعة / روضة الادباء العرب
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع