مقطع من قصيدة بعنوان:
أبي الفيلسوف
أَبِي فَيْلَسُوفٌ بِلاَ فَلْسَفَة،
يُطَرّزُ بِالفِطْرَةِ حِكْمَةَ الأَوَّلِين،
يُطَاوِلُ عُهْرَ الزَّمَانِ بِعُكَّازِهِ وَلاَ يَسْتَكِينْ.
يَمُدَّ الصَّبَاحَ إِلَى اللَّيْلِ شِبْرًا بِشِبْرٍ يُقَلِّبُ كُلَّ الثَّنَايَا بِوَعْيٍ رَصِين..
يُسَائِلُ أَشْيَاءَهُ بِثَبَاتٍ، وَيَسْأَلُ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ ثَمِين.
وَكَيْفَ اسْتَوَى؟ وَمَا جِنْسُهُ؟
وَمَنْ رَتَّبَ الشَّكْلَ مِنْهُ لِيَغْدُوَ حُلْوَ الرَّنِينْ؟
يَجُوبُ الطَّوَابِي لِيَجْمَعَ بَيْضَ الدَّجَاجِ، يُعَرِّفُ أَحْجَامَهَا
وَيَعْرِفٌ كُلَّ النِّعَاجِ بِأَسْمَائِهَا،
مَتَى لُقِّحَتْ، وَمِنْ أَيِّ فَحْلٍ وَكَيْفَ سَتُلْقِي بِأَحْمَالَهَا،
وَمَاذَا سَيَفْعَلُ إِنْ كَدَّهَا الجَهْدُ وَضَاقَ المَضِيقُ بِأَثْقَالِهَا.
يَقُولُ بِصَوْتٍ أَجَشٍّ وَعُكَّازُه فٍي عَنَانِ السَّمَاء،
وَوِقْفَتُهُ فِي التَّلَوِّي تُطَاوِلُ ذَاكَ الإِبَاءْ:
"أَنَا الأَرْضُ مَزْرُوعَةٌ فِي دَمِي،
تُرَابُهَا يَسْرِي مَعَ أَضْلُعِي،
وَهَذي الطَّوَابِي سَقَيْتُ جُذُورَهَا مِنْ أَدْمُعِي،
وَزَيْتُونَتِي الشَّامِخَة تَمُدُّ فُرُوعَهَا فِي مُقْلَتِي،
فَلاَ تَقْلَعُونِي....وَدَعْكُمْ مِنَ البَحْثِ فِي نُقْلَتِي،
أَنَا مِن هُنَا، أَمُوتُ هُنَا، وَأَحْيَا هُنَا،
وَإِنْ صَادَفَ أنْ رَحَلْتُ إِلَيْكُمْ،
فَرُدُّوا رُفَاتِي إِلَى مَضْجَعِي.
صالح سعيد / تونس الخضراء.
متابعة / روضة الأدباء العرب
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع