قراءة نقدية : في عالم الفنان التشكيلي إياد الموسوي
الكاتبة دنيا علي الحسني / العراق
وظف الفنان التشكيلي العراقي "إياد الموسوي" التشكيلات الهندسية في معالجات أعمالة الفنية الأخيرة والتي تعرض لأول مرة في معرضه الشخصي والذي أطلق علية إسم ( وحدة الروح
في رحاب الطبيعة ) وسيقام المعرض في زمزي غلري ، الكائن في جميرا ، مدينة دبي ، الإمارات العربية المتحدة.
وذلك من خلال مجموعته الفنية الأخيره التي تعكس تدفقا في عوالم التأمل وانفعالاته الإبداعية والخيالية الملهمة والتي تجعل العمل مكتنزا بالايحاءات الرمزية، وتنطق بلغة أخرى منبثقه من خوالجه الداخلية وهواجسه الروحية، والتي تنفذ مباشرة إلى أعماق المتلقي، لتفتح آفاق الخيال الملون بالوان الطبيعة ومهارات التذوق والاستمتاع البصري والحسي .
ويمكننا القول أن المحتوى الفكري في أعماله الفنية يعبر عن فلسفة هندسية في البعد الرابع لفن التشكيل البصري وامكانياته في تداعيات التأويل والدخول في عوالم العمل الفني التي يخلقها الفنان بين المشاهد أو قاريء اللوحة، ودلالات وحدة الروح في رحاب الطبيعة . وتنسجم مع الخبرات الإنسانية والإجتماعية التي يجسدها ضمن أشكال هندسية ثلاثية الأبعاد مع الأفكار الابداعية التي تتجلى في التكوين العام للوحة.
وتساهم أعمال المعرض لحل إشكالية التذوق وتنمية الذائقة البصرية . متخذا من الأسلوب التجريبي أنموذجا مستخدما خامات متنوعة ومعالجات جديدة في التشكيل تكونت نتيجة محصلة بحوث ودرسات قام بها الفنان إياد الموسوي لسنين طويلة، ولتخلق أجواءا جديدة مستخدما جماليات العمارة الإسلامية ومكنوزاتها الروحية والأخلاقية.
وقد أختزل إياد الموسوي مخزون الذاكرة والتجارب المكتسبة من معالم الطبيعة والهندسة العمرانية الإسلامية، وخلق حوارا فنيا منسجما بين عالم الطبيعة والتجربة الانسانية ، وفي هذا الإطار يطرح الفنان فكرا فلسفيا متحررا من القيود والتفكير خارج إطار المألوف ويطلق العنان لخياله في فضاء الجمال ويمكن لنا وصف تجربته الإبداعية في سياق الخلق والإبتكار المتصل بعالم الرؤى والأحلام انها تجربة فريدة ومتميزة.
إن التجربة الجمالية غاية بذاتها، فالتحرر من الواقع الملموس والخروج من مأزق التقليد وخلق مقاربات خارج إطار الواقعية وبخيال جامح ، يفتح الفضائين الفكري والفني على بعضهما ليعبد الطريق لعوالم الطاقة الكونية والايجابية التي جسدها على أشكال هندسية هرمية، وتأويلات جمالية الى ما وراء عالم الطبيعة أو الميتافيزيقيا.
وهكذا يغدو الجمال والذوق الرفيع لدى إياد الموسوي فلسفة الاستطيقيا، في ضوء منهج بحثي يقدم الحضارات والثقافات العربية الإسلامية بمعالجات تشكيلية حداثية ومعاصرة تقترح قيما جديدة تطور من حوافز طاقة الحياة ، واعمالة ترفد منهجا جديدا من أصول تراثية.
تجسد أعمال إياد الموسوي إكتشافا لآفاق جديدة للتخلص من التكرار أو التقليد، وبمعالجات حداثية متميزة وأصيلة مع قدرتها على تأصيل الهوية الثقافية وتنمية الوعي المجتمعي ومد جسور ثقافية وفكرية لمجتمع اليوم متعدد الأعراق والأطياف. إن الانفتاح على الحياة ومكنوناتها الطبيعية لكشف جوانب من جمالها واسرارها، وربطها بالبشر والقيم الانسانية
والربانية وذلك لإكتشاف مفهوم وحدة الروح في رحاب الطبيعة .
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع