المتني.. صوت الأمس.. صوت الحاضر... صوت الانسان
تعددت الدراسات حول شخصية المتنبي وانكبت الأقلام تنزف وتنزف ومازال الورق ينتظر نزيفا اخر هو هل من متنبي اخر بعد ابن السقاء وحجر الجدة التي ربته؟! بغياب حليف لمن هو ترب الندى ورب القوافي بتنا نبحث عمن يضيف فننسي به الأول أو نبني على الأول الجديد. يبدو أنه فريد عصره بل هو صوت الإنسان فإن كنت غريبا تجده قد افرد لك بيتا كغربة صالح بين ثمود وان كنت عاشقا فعشقه انفرادي موغل في التعالي وان كنت مريضا فالحمي التي زارتك زارته قبلك... أقف أمام هذه الشخصية وكأني أقف أمام أمتي لكن تبدو اليوم عرجاء لا وعي لها لا بسيف الدولة ولا بالاخشيدي ولا بالدمستق ولا بالروم. أمة تداركها الله على موعد مع القلق
تنبأ فكانت حقيقة وهاتحن ننام ملئ جفوفنا ويسهر الاخر يطرب لنومنا وهانحن على قدر هواننا وبيعنا لذواتنا تأتينا النكسات والخيبات... لا شرفنا بأنفسنا ولا بقومنا... ريشة في مهب الريح
الا نحتاج متنبي جديد يهز الحرف فنهتز له ونستيقظ من هذا السبات العميق؟ الا يحق لنا أن يكون بيننا ابن العراق فيجعل الكلم يبني العراق من جديد ويجعل الأمة تسترجع ما باعته منذ سنين؟ اقدرنا ان نقف عند ابن الهيثم ولا يكون لنا هيثم جديد.... ابن النفيس قال كلمته وجاب الدورة الدموية الا يجب أن نبعث الحياة في هذه الدورة الدموية من جديد؟! بئس الأحفاد نحن... عذرا ايها الجد الحكيم لنَم نكن كما تريد... طوعنا الدين لتشريع ما نرغب فيه وهجرنا تبصر القرآن وبتنا نتباهي بحفظ بعضه للتقرب من الامير. فرطنا في ظفيرة رباب ورمينا بعيون المها بين الرصاف وخنا الشنفري... عذرا للجاحظ فما تعلمنا الشك في الاخر تعلما وسلمنا بأنه الغالب ونحن المغلوب... استقبلنا حضارة الاخر وكأننا لا حضارة لنا واستأنسنا بما ينتجه وبتنا أمة لا تنتج الا فن البيع للاوطان بأبخس الأثمان.... هل من متنبي ينظم شعرا عل الأرض تزمجر وتبتلع الخونة.... عفوا أمتي فأنت لم تدركي قيمة ما قدمه جدي بالأمس من عطاء... سقطت غرناطة وسقط وشاح امي في قصر الحمراء.... لاخير في أمة تحسن فقط التباكي والخنوع والاستسلام.....هزي بنخلة يا أمتي لتعود هيفاء.... لعل فجر جديد سيشرق في الصحراء ويعلن وعي الخيمة بالانتماء ...
المتني صوت الأمس صوت الحاضر صوت الانسان - حياة حسين البوسالمي
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع