تمائم
ريم قمري
( على جسدي وشمت تمائمي )
لا مفرّ لي من ذاكرتي المتعبة...
أعيد ترصيف الأزل في دمي..
لا أنسى تفاصيل الوجع المزمن.
أخلع نعلي في وادي الحلم المقدس.
أخفض جناح قلبي العامر بالأناشيد.
لا ألواح مقدّسة تنتظرني.
طريقي شاقة...
مثل كل الأنبياء.
أنا من أشعلت نيران الحرائق
عبرت الأرض بجسدي.
الأرض لعنة العشاق...
غواية الأتقياء...
هذا ما بشّر به الرسل،
وأنكره الشعراء.
نشيدك الصامت يطاردني،
كنت الفريسة والشبك.
ما أحوجنا لسماء أقرب لقلوبنا،
تظلّل خيامنا...
تسقي زرعنا...
تمنحنا بركات أكثر...
لعنات أقل.
ارفع يدك عن صدري
لا تمائم أعلّقها،
لا صلوات أردّدها حين أعبر اليمّ،
عارية إلا من خطاياي...
سقطت في بئر الغواية،
لا أجيد تفسير الأحلام.
للمعبد سدنته الأوفياء...
السّماء لا تحبّ الحراس الأشداء..
قالت الغيمة...
تعلم الغيمة ما لا يعلم الإنسان..
قالت الشاعرة:
أينما يمّمت وجهي،
كنت الصّالب / المصلوب
الضحية / الجلاد
الغانية / السيد
المعنى / ضدّه
القصيدة / الشاعرة.
يكفي قلبي من زاده الكفاف
بعض الأغاني...
قليل من الأمنيات...
وحبّة قمح يخفيها لأيّامه العجاف.
لا أرض تتّسع لحلمي
كلما تفتّحت أمامي الرؤى،
عادت تطاردني لعنة الأسئلة...
كأني صوت المدينة الضائع.
لا مكان يتّسع لروحي
أخفّ من الريح..
أثقل من الحقيقة.
أيّتها الخيول الجامحة في دمي
لا نرث من الحكمة إلا الجنون،
وبعض القصائد المعلّقة خلف الجدار...
للبيت قصيد يحكيه.
لا تمائم أعلّقها
حلمي،
حاسر الرأس...
مكشوف الصدر...
حافي القدمين...
لا عورة يسترها...
لا نهد يخفيه...
حرّ...
غزال شارد في براري المنام
يسبح للفجر الثائر...
يرتّل لليل الحزين كدمعة صوفي.
أهلّل للأرض في أعيادها
والآلهة،
تخوض حروبها الأرضية.
يمرّ قربي أخيل..
صاعدا نحو جرحه الأبدي.
يسخر الموت من عباده الشجعان..
قال أخيل...
لا فناء إلا في السماء
حدّثتني الأرض...
بعد انحسار الطوفان.
كلّما قرع جرس في منامي
زاد عدد المصلين...
تضاءل المؤمنون.
لا دين أبشّر به،
أمشي على أثر التفاحة،
أحرّر جسدي من سوءته الأولى،
أبحث عن سرّ الخلود في الشجرة.
لماذا تركت الرغبة تسيّج القلب يا حواء؟
حملت أعباء الحب وحدك؟
لا آدم يقاسمك الخطيئة...
يبادلك كأس الإثم...
يبارك ثورة الجسد فيك ؟
أبحث عنّي...
بين كتب التاريخ،
حين كنت آلهة حزينة
تُسفك الأغاني في مذبحها
تقصّ الصبايا جدائلهن على ضفاف بحرها
إكراما لعينيها.
بالغربة قلبي..
صفصافة وحيدة تقاوم الريح..
لا تنحني
تنشد جذورا ثابتة في الأرض..
هيهات..
لا الأرض أرضها
لا السماء سماؤها.
مرّت سفنهم من هنا
رموك بالحجارة والنار...
غزوا بحرك النائم،
هدّوا أسوار مدينتك.
لم يعلموا أنّك...
سيّجت قلبك بالياسمين...
كتبت سيرة الماء بدمك الأخضر...
لتزهر الأرض في مواسم بعيدة
لا تمائم أعلقها
حرّة أنا من لعنة التاريخ...
من سطوة الحاضر...
صوت الجلادين...
بكاء المظلومين...
خوف الفقراء...
انتظار النساء...
من حرّاس المعابد.
حرّة أنا،
إلّا من حلم يرفعني خفيفة...
لأسكن قلب الله.
ريم قمري
( على جسدي وشمت تمائمي )
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع