لم يبق إلا هو
جالس على الرصيف
ينظر لساعتة المتوقفة
تشير عقاربها المتوققة
نحو الرقم 12
لا ندري نهارا أم ليلا
يغوص في ذاكرته
إلى الوراء
يتذكر خوذ الجنود
أجسادهم المتناثرة
رائحة الشواء
عالقة بالأنوف
الشاب الأشقر المائل للصفرة
يمد يده له
يعطيه سيجارة مثقبة
يشعلها له
يصيح في وجهه
يالك من سافل وساقط
رماها في وجهه
وبصق عليه
توكأ على عصاه
ويمم وجه صوب المقهى
هناك تنتظره إمرأته الطاعنة بالسن
تندب حظها العاثر
واتمسك صرتها بيديها
لم يبق لي إلا هذه
وخمسة قروش نحاسية
سيأتي لي
بجسده النحيل وشعره الأكث
يريد ماتبق من بقايا الخبز
المتعفن
سيأكله حتما
ويبقى يأن بصوت خفيظ
سأموت ألآن
لكنه لم يمت
باق على قيد الحياة
يميت الجميع ولا يموت
حمزه راضي الفريجي
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع