سحاب فوق الأشجار
في البيت كنّا نغرس الأشجار
أو في الحقل أو في الجبال
وننتظر في كلّ موسم غلال
وفعلا نملأ صناديق وسلال
ونفرح ونفرح الجيران
ثمّ نبيع في السّوق والدّكان
ومهما كانت الاخطار
كنّا نفوز بما يبقينا أحياء
بل ونخبّئ بعض الغلّة للأقدار
كنّا كذلك رغم السّطو والخذلان
حتّى بتنا نرى شيئا من الخيال
تينع الشّجرة وتمتلئ بالغلال
وحين الجني يعتلي الأشجار سحاب
كنّا نخاله عابرا ليس بعده أضرار
فإذا به يأخذ معه حتّى الأغصان
فتسافر جهودنا وجهود الزّراع
لتصول وتجول في البلدان
بين عارض وشار مجهولان
والعائدات ليس لها عنوان
فنحن لم نسافر لنشهد ما صار
زيوتا قيل عنها ليست من العادات
وقموحا دسّت فلعبت بها الأمطار
وأخذتها مع السّيلان
ثمّ يطلع البدر علينا في الأخبار
يعلمنا أنّنا على وشك الانهيار
إذ لا مخزون لدينا ولا زاد
والسّحاب الّذي فوق الأشجار
أفسد الغلال وحطّ عوض الماء ديدان
هههه صورة الجدّة وهي تخيف الأحفاد
بالغول إذا لم يناموا في الحال
ثمّ قالوا أنّ الفاسد سيحال على السّجان
وانتظرنا ..وانتظرنا..
حتّى مات السّجان
وجاء بعده واحد واثنان
لكنّ صاحب فكرة السّحاب
لا زال يمشي في الأسواق
واندثرت الرّسائل وسكتت الأفواه
فالسّحاب من صنع الرّحمان
وليس لصديقنا يد في هذا الفساد
رشدي الخميري/ جندوبة / تونس
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع