((الهندسة المقدسة))
تقرير/ دنيا علي الحسني / العراق
تتكون الحياة كلها من أنماط معقدة ومركبة تتمثل في الطبيعة نافذة متكاملة على نسيج الخلق المترابط هذا ما يسمى "بالهندسة المقدسة"، من خلية النحل إلى زهرة الصبار و جزيئة الثلج و الخلية العصبية في الدماغ، إلى جميع أشكال الحياة. حيث وصفها العديد من العلماء بأنها مخطط لتنشئة الخلق وأصل الأشكال والأشياء وتعتبر علماً قديماً، يستكشف ويشرح أنماط الطاقة التي تخلق وتوحد كل الأشياء حيث تكشف الطريقة الدقيقة التي تنظم بها طاقة الخلق نفسها. وأن كل نمط طبيعي يعود إلى شكل هندسي واحد أو أكثر للنمو والحركة، مثل جزيئات حامضنا النووي وقرنية العين، حراشف السمك، البلورات، الورود، الكواكب في المجرات، وأي شيء في الطبيعة ينشأ من الرموز الهندسية.
الهندسة المقدسة توحد العلم وروحانية الجسد والذات، والجزء الأيمن من الدماغ مع الجزء الأيسر منه، والشكل الداخلي والخارجي، الكلي والجزئي، هي عملية مؤامة قلب الفرد وعقله وروحه مع المصدر. لأنها تعتبر البوابة بين بين العالم الأثيري والمادي. إنها أساس التطور للوعي وكذلك لوجود الحياة نفسها. حيث يقول فيثاغورس: "أن الهندسة المقدسة أهم علم وفن وفلسفة، يجب أن يتعلمها "المجتمع الصحي"، لأنها تمثل طريقة ارتباطنا بالأرقام والأشكال، حيث تسير الأرقام والأشكال جنب إلى جنب. لا يمكن لأحدهما أن يتواجد دون الأخر، فالهندسة ليست مجرد قياس موجود خارج ذواتنا بل هي أدوات أساسية للوعي توجد بدواخلنا فالرحلة إلى الجوهر كل من العدد والشكل، هي الأساس بالرحلة التطورية من خلال الخلق. لأنها تعتبر المباديء المثالية التي يستخدمها الوعي لإظهار الخلق كلاسيكياً وتمد الإشارة إلى لبنات أساسية باسم المواد الصلبة الأفلاطونية، وهي تعني الأشكال والمجسمات المتعددة الوجوه والأبعاد، كالأشكال الهرمية والمضلعات والمكعب والمخروط. فثلاً الرقم"1" يمثله الدائرة وهذا هو النموذج الكوني الوحدوي الكمال هو عدد تدفق الطاقة النقية، والرقم "١" والدائرة هما الأساس لكل رقم وشكل والحجر الأساس الذي يبنى عليه كل شيء، الرقم "2" يمثله بخط ودائرتين مترابطتين تصف بعلاقة التوازن الضروري للقطبية مثل طاقة "والين" الأنثوية و"اليانغ" الذكورية الرجل والمرآة والفاتح والغامق والحار والبارد، الظلام والنور وهذا الشكل يقع في قلب الوجود يمثل رقم "٢" مرآة الوعي وكذلك التوسع. الرقم "٣" يمثله المثلث هو النموذج العالمي للتوازن والقوة والاستقرار، انه يرمز إلى ثالوث الجسد والعقل والروح. إذا كل الخلق يتكون من طاقة واهتزاز وهذه الطاقة لا تدور بشكل عشوائي إنما تخضع إلى تغيير وتحول مستمرين.
فهناك طريقة تتدفق بها الطاقة، وكأنها تسترشد بخريطة غير مرئية توجه مسارها ألا وهو النمط والإيقاع والنبض والتردد، فتنشأ الحياة من معزوفة النمط والمادة لأن الكون كله يسير في دوائر لولبية وهذه الدوائر اللوبية هي حركة الكون، وتسمى رقصة الكون. وكل ما يتحرك إلى الأمام تتجسد وتتطور أشكال الحياة. ونسبة الانحناءات، في السير هي النسبة الذهبية والمثالية للجمال في الكون، إذاً ماهي علاقة الهندسة المقدسة بتطورنا، وكيف لها أن تحسن حياتنا؟!. يعتقد القدماء أن تجربة الهندسة المقدسة ضرورية لتعليم الروح، لقد عرفوا أن هذه الأنماط والرموز كانت رمزية عالمنا الداخلي، وكانت مهمة لوعي أعلى وأدراك ذاتي تضخم ارتباطنا بالروح وتخلق الانسجام داخل انفسنا والعالم الخارجي لأنها تكمن وراء كل شيء ومنسوجة في نسيج كل الخليقة، حيث تمتلك اجسادنا شبكة هندسية من النور تجمع هذه الشبكة الهندسية كيانك الجسدي والعاطفي والعقلي والروحي. ويشع هذا المجسم طاقة ضوئية تربط، الذات المتعددة الأبعاد بالكون اللامتناهي تسمى هذه الشبكة والمجسم الهندسي/ ligt baddie"" أو noor kappa"" تحمل ترددات عالية على طاقة النور يمكنها التنشيط والشفاء والإيقاظ والتحويل والتجلي والتنقل بين الابعاد، اذا استطعت استخدامها جيداً. فالهندسة المقدسة هي لدراسة لغة الكون بحقيقة وتناغم الوجود والواجهة بين المرئي والغير المرئي، السري والمعلن، أنها تصف قانون كوني للأنماط المميزة لأصل الأشياء. إنه الطريق لفهم من أنت ومن أين أتيت وإلى أين أنت ذاهب. فمن خلال دراسة الانماط والأشكال والنسبة والتناسب يمكنك إتقان الهندسة المقدسة. إنها تكشف أسرار الحياة، وتشرح كيف أننا جميعاً من نفس المصدر والوحدة الوجودية، إنها دراسة للمبادئ الأساسية التي تجعل كوننا قادر على التطور والإرتقاء من إهتزاز الجزيئات الذرية إلى المجرات المتصاعدة.
فكل ثقافة ومجتمع وحضارة كان لها نسخة من العلاقة المتبادلة مع هذه الأنماط الهندسية. حيث تكون هي الأرضية والقاعدة المشتركة بين العديد من الحضارات مثل السومريين والمصريين القدماء. والكثير من ثقافات الشعوب على كوكبنا تعود لبداية قصة الإنسان حيث تم نقل هذه الأسرار عن كثب من خلال دراسات الفلسفة. وبالتالي ربطتنا بالصورة الكبيرة للكون، يمكن رؤية المتوسط المقدس في دوران كوكب الزهرة والأرض حول الشمس حيث يدور كوكب الزهرة في المدار 8 مرات كل 5 سنوات تدور فيها الأرض حول الشمس نتيجة هذه الحركة ترسم الزهرة نجمة خماسية حول الشمس بنقاط الالتقاء التي تدور معها الأرض. على العموم من العالم الصغير إلى الكون الكبير من الخلية الأولى إلى أعماق الوجود، تتجمع الأنماط وتتكرر تأكيداً لترابطنا. حيث نرى بوضوح لا يوجد إنفصال فنحن جسدياً وروحياً واحد .
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع