وجع
ما عاد للّيل سكون ولا للنّهار بهاء
وانتهت الحياة عند باب مسجد لهذا وذاك تمدّ يدها
أو في طريق آهل أهله الضّعفاء
لا يملكون لحظة يعطونها للحياء.
نستيقظ وفي قلوبنا صرخة من السّماء ونخرج من البيت فتلفح وجوهنا نسمة هي نار يوم لا نعرف له منتهى
أمّا الآخرون ، فالدّموع لم يعرفوها
وقد يسألونك عن معناها
والجروح عندهم إن قريبة أو بعيدة فهي مصدر للفكاهة
فألمها لا يعني لهم شيئا
والمجروحون في أعينهم كمشة خرقاء.
وآلامهم فرصة للأغنياء
ينهمون منها ويبيعون الدّواء
دواء يجعلنا نتعلق بالهواء
ما نلبث حتّى نسقط في الخواء
ثمّ تنطلي الحيلة على البسطاء
ويتواصل الهراء.
يأتي أحدهم فيجمعنا تحت سقف في غرفة صمّاء
ويعلن أن سيبدأ العطاء
فهلمّوا وباشروا الانتقاء.
رصّوا الصّفوف فالعطاء للأوفياء
نصطفّ وننتقي قادة ووزراء
ثمّ نقف منتظرين الأداء
فنسمع ونرى
عود على بدء كما الصّدى.
حيلة هي مسألة العطاء
لا مفاد منها و لا رجاء
سأقول لكم قول الأبرياء
أين وعدكم يا سادة في الخطب كالأنبياء. ثمّ رحلتم وغلّقتم باب العطاء.
طرقنا الباب كأنّنا أصدقاء
لكنّنا عدنا منه كالغرباء
وماطال جمعنا من اصطفائكم غيرالبكاء.
اصطفيناكم قادة للرّخاء
فحمّلتمونا حقائب الفناء
وتناسيتم عهدكم للفقراء
لن تسامحكم الدّماء..
لن يسامحكم الشّهداء..
لكنّنا سنعيد الانتقاء
ولن نكرّر خطوة الغباء.
رشدي الخميري/ جندوبة/تونس
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع