مُنَاجَاةٌ
يَا لَيْلُ تَعُوزُنِي أَلْفَاظِي
وَتَجِيشُ نَفْسِي أَجُوبُ سُكُونَكَ
مَطِيَّةً لِألَامِي..
سَئِمْتُ أرْصِفَةَ الخَوْفِ
وَوُجُومَ الكَوْنِ...
وَضَجِرَتْ أَنْفَاسِي
من أَبْنَاءِ الشَيَاطِينِ
أَبْكِي الحَيَاةَ لِشَقَاوَتِهَا
فأَطْعَنُ ذَاتِي وَكُلَّ تَكْوِينَاتِي
أَهْجُرُ أَشْعَارِي وَنَزِيفَ كَلِمَاتِي
فمَتَى تُحَلُّ عُقْدَةُأَلَامِي؟
شَرِبْتُ منَ الحُزْنِ حدَّ الثَّمَالةِ
وَتَجرَّعْتُ عُسْرًا مِنْ أَرْضِ الحَزَانَى...
تَجَلَّدَتْ مَشَاعِرِي وَتَبَلَّدَتْ أَفْكَارِي...
وَعَلَى أَجْنِحَةِ المِيَاهِ
المُنْكَسِرَةِ وَفِي غَسَقِ
الدُّجَى إرْتَكَنْتُ مُحَاضَرَةَ
خَيَالِي....
وَعَلَى نَحْوٍ مِنَ المَدِّ وَالجَزْرِ
تَسْبِقُنِي أَضْوَاءُالحَيَاةِ
أُحَاوِلُ الهُروبَ مِنْ مَشْيَخَةِ المَاضِي...
وَبَيْنَ الهَيْنَةِ وَ الأُخْرَى
يُغَادِرُنِي الشُّعَاعُ الجَمِيلُ
وَتُغْرِقُنِي الأَشْوَاقُ
عَلَى وَتِيرَةِ هَذَا الجَزْمِ
يُعْيِّينِي البَحْثُ وَ يَطْلَحُنِي السَعْيُ...
وَمَا أَجْنِي منْ ذَائِقَةِ نَفْسِي
غَيرَ الأَلَمِ المُرْهَقِ
وَمِنْ صَيْلَمِيَةِ أَرْضِي البَائِسَةِ
أُحَاوِلُ الإِنْعِتَاقَ
أُعَانِدُ نَغَمَاتِ الصَمْتِ المُهْتَّزِ
وَأَلْجِمُ أَشْوَاقِي الوَاجِفَةِ
عَلَى دَرْبِ الطُرُقَاتِ الضَيِّقَةِ
يُوجِسُ بِي النَهَبُ
فِي الصَبَاحَاتِ وَعِنْدَ الأُمْسِيَاتِ
المُؤَجَّلَةِ...
نَاقُوسُ الرَقْصِ عَلى جِرَاحِي
يَتَرَاقَصُ....
وَفِي مَسْرَحِيَةِ أَقْدَارِي
المَلْعُونَةِ...
لَوِّحْ بِي فِي مُنَاجَاةِ سُكُونِكَ
التَلِيدِ
لِأُنَاشِدَ البِطْرَ ضِدَّ أَنْهَارِ القَهْرِ
فَلَيسَ ذَاكَ الشَوْقُ بِهَيِّنٍ
وَلاَ هَذا اليَأْسُ بِيَسيرٍ.
(بقلم رمال عبداللاوي)
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع