بغْدادُ لنْ تسْقط مرّتيْن
في قلْبي تسْكنُ مدينةٌ عريقةٌ
جنَائنُها معلّقةٌ..
خُطاهَا تقْرعُ ذاكرةَ التاريخِ
تُهرْولُ..تلاحِقُ الصّدى
وأنا..
وهذا المدى
نغْسلُ بالدّمْعِ شارعَ الرّشيد
قلْتُ: يا سيّدةَ المدائنِ..ياعشْقِيَ التليد
متى تخْلعين ثوْبَ الحدادِ
يا حبيبتي..يا بغْداد.
بغْدادُ..على فوْهةِ بركان ..تبكي الشوارعَ والعباد
فلا صقْرَ يحْمي الديار ولا..
رشيدَ يلوحُ من بعيد
وجيُشُ هولاكو ..أولئك التتار
يزرعون الموْتَ
والعطشَ والدمار
والدمْعُ طوفانٌ،يجرفُ الحقول
والعقول
ويعلّق مدن الخوْفِ الأشْباح
على جبالِ الذهول
فمنْ سيكْتُبُ التاريخَ يا أمّةَ الصَّغَار؟؟
بغْدادُ يا غادةَ العرب..ألا تردّين؟
ذاك شالُك المزركش يرفْرفُ عند بساتين الزوراء
وهذا الجنْديُّ المجهولُ يرفضُ السقوط
ودماءُ الشهداء لا تعرف القنوط
اسمعيه يلعنُ عاهته القديمة
وجلْسَته القديمة
ويلحُّ في النداء
يلمْلمُ بقايا "فردوْسنا المفْقود
ومن الوحلِ يقْتلعُ الأقدام
وعلى وجنات الإصرار
يرسُمُ خرائطَ النصْر والسلام
ويملأ السماء بالأقمار
والحمام
قالتْ: أنا بغدادُ
أنا نسْغٌ في أوردة العباد
أنا دجْلةُ ..أنا الكرخُ والرصافة
أنا سيْف حقٍّ يقْطعُ أوردةَ الخرافة
ثلاثون قوّة داهمتني
وما غلبتْني
أحْرقوا الأشْجار
قتّلوا النساء والرجال
نهبوا الأموال
أذلّوا الكبار ...ويتّموا الأطفال
لكنّهم..
رغم الدبابات والقذائف
ترْعبهم بغداد
تخيفهم..تفزعهم صرخة رضيع
تعجزهم أسوارنا..وحصنُنا المنيع
أشْجارُ الحبِّ في شوارعنا ..تظلّلُ الجميع
ودجْلةُ قلادةُ لُجيْنٍ يزيْنُ صدري..
وفي كلّ نافذةٍ حديقةٌ وعيْن تجْري
وترتّلُ مدينة السلام
أناشيدَ النصر والوئام
ويردّدُ الجميع:
"سيُزْهرُ الربيع ."
فاطمة محمود سعدالله / تونس...1/6/2020
شاركت في كتاب "حتى لا ننسى"...بلغراد..
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع