أنا وأنت
هو وهي
_____________ "حمزة راضي الفريجي"
هو
ليس هي
وأنا لستُ أنت
أحفرُ قبري بإبرة
كي أخِز نملاً
تسلّل من طفولتي
لشيبتي البائنة
أحصدُ ما تبقى منّي ومنها
صوتُ نحيبِ امرأةٍ عجوز
تستجدي رغيفاً
مغمّساً من وجَعٍ مزمن
أمراضٍ مزمنة
عفا عليها الزمن والمكان
لم تدع لي شيئاً
أتوكأ علية لعبور
الضفة الأخرى
عمري مسبحة
إنفرطت من يدي
جمعتُها بيدٍ حنفاء
لم تعنّي على لوي عنان حصاني..
سباقُ السنين الخوالي
لم أجنِ منها
سوى الخيبة والذّل والهوان
أنا هنا، وأنت هناك
لن نلتقي مرة أخرى
في زمن التعافي
لا مكان للهوان
أنا وأنت
هو وهي
رباعيٌّ لم نلتقِ يوماً
ولم نفترق دقيقة
أو بضع ثوان
أنا وأنت توأمان
هو وهي
ثنائيّ لا ينفصلان
في قادم الأيام.
________________
الرباعي المنفرط:
لستُ أنا/ ولستَ/ لستِ أنت، بواحد/ بواحدة يُضاف/ تُضاف لرباعي الشاعر حمزة راضي الفريجي (هو، هي، أنا، أنت)، كي يكتمل عدد الغرباء الذين ينكرهم زمنُهم، مثل أصحاب الكهف..
ايّ إشارةٍ لكُتلةٍ بشرية غريبة، أو لكائناتٍ ملفوظة على الرصيف كالمتسولة العجوز، ستزيد العالمَ ثقلاً، والحياةَ رَهَقاً وغُربة.. فما جدوى ان تزيدَ القاربَ حِملاً، خامساً أو سادساً أو سابعاً!
رباعيُّ الشاعر/ نماذجُه الملفوظة على كتِف الزمن، يذكّرنا بنملِ المقبرة، وباليد الحنفاء التي تنفرط المسبحةُ من بين أصابعها.. أربعة يكفون لحفْر شاهدةِ آخر العام.. فما فائدة أن نضيف إليهم "حفّار" السياب!
ما أكثر الشعراء المتوارين بين شجيرات الأثل، المنزوين في صحراء الشعر.. أولئك الذين يزدادون سبعاً فوق رجال الكهف.. ثُقبِ القصيدة المختبئة في الظلّ.
حمزة الفريجي: أحدُ شعراء الظلّ، أدلّاءِ الزمن الكفيف، حُداةِ الصحراء، الخامس او السادس أو السابع، بلا زيادة: يُجزِّئ حِداءه في أشطار قصيرة، ينثرها حبّاتٍ لطيور شاردة مع حُشاشة صدرِه.. ثم يعود إلى انزوائه.. متى الهجرةُ إلى الضّفة الثانية: سؤالُه المعلّق كجمجمة بعير على أثلة!
إلى الغرباء من أمثاله.. نرنو في البرّية، قبل اختفاء أشطار قصائدِهم وراء الشُّجيرات الغُبر.. أرباعاً وأخماساً وأسداسا... ولن نكون هناك!
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع