نص:رسالة الى نلسون مونديلا
في ذكرى وفاة الرجل الرجل
مونديلا...التاريخ وهو يشرع بوابات الذاكرة
الذاكرة وهي تعيد معطيات الانسانية
روح الجنوب المنتفض ضد قهر الانسان
انت واغاني الرفض
وتاريخ التحول في عصور الجحود
وشوارع الضياع الموشاة بانين الارواح
المعلقة على جسور الوجع
انت. انت ايها التاريخ الطالع من خفق الحرية
من تحت ردم القارة السمراء يطلع صوتك
ممزوجا بصدى الصراخات واغاني الوجع
لاوغاد يذبحون نجمة الضوء الاسمر
اه مونديلا اني اراك تمضي الى تلال النور
وجبال اليقين..
تلقي بهم في سراديب الهزيمة
تعيد تعديل تركيبة الانسان
تعقد معاهدة صلح بين الليل والنهار
للنهار في مجراتك سحر الضوء
ولليل نكهة القمر المنير
وللحرية معاول الحديد وحناجر من اصرار
وناسك متصوف يمضي بها الى سماء الخشوع
اه مونديلا لا خير في تاريخ بلا عرق الرجال
ودماء الشهداء
ورسائل مهربة من خلف قضبان السجن
لا تاويل لصراخ غير قادم من عمق الزنزانة
في ليل مكبل باغلال القهر
مونديلا يا روح الموت المكابر وهو يحيا في حقول الصبار
اساطير الرجال وهم يغزلون من انين الروح بطولة الانسان المقهور..
انت...يا رجل الشفاعة والضراعة والقناعة بما املته عليك مواثيق الحرية
انت انت..اياهذا الجنوبي الاسمر النادر في ارباك الريح
حدثنا عن اوطان تباع بالجملة.
وعن ارواح تباع بقنينة خمر وطبق الكافيار
كيف نعيد للتاريخ هيبته ؟!
وللقين حقيقته ؟
كيف نعيد الى كفتي الميزان هيبتها الشاقولية؟!
كيف نوقف رياح الجهات ؟!
ونرمم مرايا الانسان؟!
كيف نوضح مسار الرؤيا. وننسف عناد العتمة؟
كيف نفك طلاسم عصرنا..؟!
ونعيد للمجاز رونقه..للقصيدة هيبتها..وللبلاغة رنين الضوء؟!
كيف نقنع الكراسي انها من خشب هش واننا روح الخفق والانسان؟!
كيف..كيف يا بلاغة التاريخ..واساطير البطولات ؟!
كيف نحفظ ماء وجوهنا ؟!
وهم يعيدون الينا عصر السبايا واغاني السلطان.. ؟!
كيف .. كيف نرجع بالصحو صوب اعيادنا..ونقيم في ابراج الوعي...كي يرجع فينا الانسان؟!
اجبني ايها الراسخ في بطولات الملح والعرق والعرض والشرف..اني ارى التاريخ يسطع من سمرتك..
يسوي موازين العدل..
بعبر شوارع العصور مزهوا بصخب الرفض..
اني اسمع النشيد الافريقي يطلع من تحت خطوات الرجل الاسمر...الحانه كرعونة القهر
كرعد يدوي مملكة البطش..
يرهب اعداء الصباحات الندية
يغسل نوادر الجواري بدموع الثكالى
ايه مونديلا انت يا من اربك السراويل الانيقة وهي تخفي تحتها مفاصل الخزي والجبن والعار..
لا ابيض ولا اسود في ذاكرة تاريخك
غير صوت الحق الطالع من حناجر الشرفاء
والاصابع المتشققة من طين الوطن المطعون في كبرياء معناه..
لا صوت يعلو في بوتقة الزمن عند مقامك الرفيع
غير صوت قطرات العرق وهي تصاعد شموخا من جباه الكادحين والفقراء
الرغيف المغمس في حساء الحرية
والشاي الممزوج بنكهة الرفض
على خرقة قماش بالية
على ارض سمراء مثلك
اعدته اياد اكثر سمرة..واكثر توقا للرقص مع اسراب الطيور
في سماء اعلنت ولاءها للراغبين في لغط الجواب
اه مونديلا..
تاريخ الجلالة والفخامة والحفاة العراة الذين اتخذوا من صوت العدل لباسا لهم
ومن روح الانسان شرعوا مراسيم الوجود
د.نادية نواصر
الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع