على مسارح المساءات الممتدة في المدى
والشمعدان أعمدةُ رخامٍ مشتعلة بالغرام مساحةُ كوكبين للعشاق
نُخب من النساء
وذئب عاشب يرضع من ثدي الغزال
(5).........
سلاماً سامية عبو :
امرأة تقول لها الكائنات صباح الخير لا لشيء إلا لأنها تونسية
على خدها قلبي ينزف كراً وفراً
.....................
إن هي تسللت جِراء الشيخِ البنا لقلوبكم من الخلف
لا شيءَ سيبقى في الحناجر
لا صباحَ خفيفاً
لا جارة القمر
ولا عصفوراً طرّز بالألحان ضحكتنا وحلق صوب الغصن
رمى بقشتين
وقبل حلول الحلم وانشغال الزهر بالندى
تكاثر النشيد : هبوا إلى الحياة
لا حياةَ .. ولا شيءَ سيبقى في الحناجر سوى غبارِ كلامٍ عابرٍ
لا شيء سيبقى مخلداً على الجدار
سوى رسمِ حرفين لعاشقين التقيا صدفة وغابا صدفة
لا كأسَ نبيذٍ يخيط لك جرحاً قديماً
لا عطر امرأة أطالت المكوث تحت وطأة الانتظار
لاشيء سيفتح شهية التاريخ إن وُئدتْ تاء التأنيث في غياهب دفاتركم
فادخلوا حربكم بالألحان ربما تعودون سالمين وتراً معافىً للكمنجة
موتوا بوعكة حب
أو كونوا شجراً لبلادٍ تهابها الجنة
غريبٌ أمر هذا الشعب
أشعل ثورةً ليحمّص له خبزاً بائداً
ثم نام على بطنه لتدلك ظهرَه المأساةُ ..
ساعة الظهيرة يفتح فمه كالحلازن لالتقاط المطر ربما قد يطفئ شيئاً من الخنوع في السرِّ ..
عجبي من بعض البيوت مبتورةِ الرؤى : خاتمُ خطوبةٍ مسألةٌ عشائرية
والعجب الأكثر قبحاً
تلك المدن الزجاجية متحركةُ فوق الرمل من مائها الى كتابها
رسم وجه الله على الوسادة ليكبر الطفل بلا جحيم في الذاكرة
أو أن تسأل نبياً عن مسألة معقدة في الخمياء تجاوزت مدى الإسراء
تنبش لك الأصابع المخفية قبراً على مقربة من قدميك
جارنا البعيد البعيد استنبت من ذكائه أرضاً بعيدة
وشرب صباحاً بلا جاذبيةٍ
وفاز كما الأنبياء بمقعد في السماء
وأعلن خطوبة القمر على حفيدةٍ تقطف لها الزهرات من الغمام
وأنت يا أنا العربي
أيها المتربص بي
مازلتَ تستنبط لك طريقة مثلى
لتحلقَ إبطك
وتناقش في السر مسألة الخصوبة
ترضع ظلك كما العنكبوت وتنام باكراً كأن يدك جحراً وكلك سلحفاة
هل سألت وسادتك لماذا تهرب ساعة نومك من تحت رأسك ؟!
لا لشيء إلا لأن الحلم لا يعشش في الصخرة الباردة
لي نصفُ شعبٍ بيتوتيٌّ ممانع صامت بارد،قليل الجرأة له شيءٌ من الضجيج
كرهط من البطاريق
ككتلة روثٍ تدحرجها خنافسُ سوداءُ
يغضب في الصمت
ينجب أطفالاً في الصمت
يضحك على بعد مترين من النافذة
وينتظر أن يصطاد له السمك قطاً
ولي نصف شعبٍ جامد كفرو صقيعٍ جاثمٍ فوق البنفسج
ابتلع حبوب منع الرفاه
وانتخب له بغالاً لاحمةً استوطنت قبة البرلمان
ورقص على الخيبات في حضور العهرِ
وانتظر سمكاً سيصطاد له سمكاً
يامواطن ..
إن كان الفرق بينك وبين الشرطي
كذاك التوجس مابين الأرنب والسلوقي
فأنت جسدٌ برقمين
رقمٌ للطاعة
ورقمٌ لسحب الراتب آخر الشهر
تموت ويبقى جبنك سلالة ..
أسألك الآن : ماالفرق بينك وبين فأرٍ يدخل القصر ويأكل قطعة الجبن؟!
لا شيء إلا أنك
تأكل رغيف خبزك بالجبن
سؤال قد لا يحتاج منصباً فاخراً
هل يمرض النشيد دون علمه ؟؟
وهل نحن أنشدنا النشيد دون علمنا ؟؟
وهل تيممت عيوننا بخواصر الغمام، كما فعل الحمام، لئلا تفاجئنا جنة الغيب
ومن نحن الآن كي نكون غداً ؟
هل تحلم بالحلوى يابن الحلوى
وبلادك فوق قضيب جرو ابن البنا ؟
ولأن ظهرك قد تقوّس من شدة اللاءات
وصار ظلك عكازاً للتردد
قد عافت الضباع لحمنا
وعاف الدود جثثنا
وعاف الرصيف أحذيتنا
وصاحت المقابر : لي مغص فأجّلوا موتكم إلى حين
فالنوم في الأرحام الباردة يحتاج عادة لشيءٍ من الهيبة و الكرامة
وأنت جسد في حالة شعر
إن قالت لك الدولة : لا تسأل حذاءك عن ثقب في الرصيف
لا تنظر الى لعبك فتبقى كالأطفال لا تفرق مابين الوردة وقوس قزح
وإن قالت لك أيضاً :
لا تجلس على البلكونة بفنجان شايٍ ومحبس حبق وتحسب نفسك حديقةً معلقةً
قد تصاب بضربة عين تشلّ ساعديك
و عُدْ قبل المغيب إلى تختك ولا تحلم كثيراً
ولا تستدرج لك غزالاً شارداً بين وسادتين
اعلم أن ثمة خلل في الكرسي
وفي الناخب والمنتخب
والفاعل والمستفعل وتاء التأنيث أيضاً
بعيداً عن السياسة
أنا شاعر
مواطنٌ
أشرب الخمرة
وأنام حذو قصيدتي ان حاضت حبيبتي، فماالأمر ؟!
أنا الآن أرى زجاجة النبيذ شعباً مسالماً
فاتحاً باب الاستكانة والهدوء
فاتحاً باب الأناقة
سيد الأرجواني
أتفحص أصابعي ، أنفي حاجبيّ وأنظر إليّ
كأنني طائر الدوري
عائد من شتاء قديم
تسللت بما تبقى لي من زغبٍ
تاركا خلفي زهرة الكردينيا
زقاق البيت وفاكهة الباب
صبايا الحيِّ الجميلات
اللاتي يلمعن حديث الماء للمجرى بعطر الكلونيا
ويرجعن سالماتٍ بلا خدش أو رائحة عشب يابسٍ
كغزلان أضاء القمر عيونهن على التلة
فعزفت لهن البيوت المطمئنة لحن الأنوثة
كأنها فازت بملائكة الرحمن
وتركت خلفي بخوراً معجوناً بأدعية الجدات
وسلاماً طويلاً مابين الأحبة والجيران
ودكان التبغ
وعجوزاً تقبل عكازها الخشبي لأنه أطول من حلم الدولة
وحقيبتي المدرسية لئلا يقتفي التاريخ أثري فأصاب بعدوى الانطواء والخجل
لا رغبة لي الآن كي أفتح دفاتري
وشعبي يسأل نفسه من أنا الآن كي أكون غداً ؟
أنا مسافر ياوطني...
فلا تدل الذئب عن قميصي
ولا تخبر إخوتي
هم بارعون في اصطياد الحمام من البئر
قد تسحبني الفوهة فأسقط كما الريشة ساعة اقتناص الجناحين
سؤال قد لا يحتاج لجعتين
هل الهوية أن تطفو مع رائحةِ النقانق
وشطيرةِ الدجاج (المهرمن)
والحمّصِ الممزوج بالفلفل الأحمر والبيض والتوابل
وصوت من النافذة :جارةٌ تسأل جارتها هل يعود زوجك باكراً ؟
أو أن ترسم لك الأصابع وجه الحبيبة وهدية لأمّ لن تحضر عيد الميلاد
فتسأل نفسك هل خُلقتَ ميتاً
أم جئت توأماً للغياب ؟
لا شيء يبقيك حياً إلا ذلك النفس البسيط في الرئتين
تسكر
تسامر شتاءك القديم
تتذكر أنّ لجسدك أرجوحةً بعيدةً وطائرة ورقية وحبلاً من وريد البلاد تآكل من فرط الحنين ....
فتثمل في مكانك كل الفصول
سؤالٌ ربما قد يحتاج لفافة ماريخونا ...
هل الثورة واعتناقُ البيوت الباردة دمَنا وأجسادَنا المطليةَ بالأمل
أن يدين لسانك جرواً بلحية ماعز ؟!
صفعُ وجه امرأة تقول لها الكائنات : صباح الخير ، لا لشيء إلا لأنها تونسية ؟!
الحقيقة : حين ابتلع شعبك حبوب منع الرفاه
انتخب له بغالاً لاحمة
استوطنت قبة البرلمان
نحن يا سادتي في زريبة
جراء البنا...
الماكرون ...
ذباب الجيفة ...
ثعالب الثلج
تغريك بفروها وتغتال ظلك من الخلف
من قتل البراهمي ؟؟؟؟
من قتل بلعيد ؟؟؟؟
كم من مرة حذرتك من ذاك الشيخ الذي يقول لك إن أنت دخلت الحمام برجلك اليمنى سيثقب الجان خصيتيك
والشيخ نفسه الجان
يبول فوقك وعليك ...
فتحسب أن الرب قد أمطر زرعك ..وتهمس لنفسك غداً في المواسم القادمة سأشتري الكاكاو وقطع الحلوى
أتحلم بالحلوى يابن الحلوى
وبلادك فوق قضيب جرو ابن البنا
قم لا أم ولا أمة لك إن أنت لم تغتسل من قدميك إلى عقلك
الآن سأحدثك وجهاً لوجه :
الفقوس في اللغة خيار
إن لم تنهض بمفردك
لا خيار لك إلا حبةُ الفقوس
في فتحة آخر ظهرك .
# آل عمار
متابعة / سهام بن حمودة
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع