رسالة من وراء البحار
لا تلوميني إن رحلت ولا تجعلي قلبك يقصيني
لا تلوميني وجدي لي عذرا يمسح خطئي
أعرف أنّي قد أذنب في حقّك وحقّي
لكنّ قلبك أسمى من أن يكرهني
ما أقررت عينك بما انتظرت منّي
ولم أحقّق رغبتك في انتصاري
فقد كنت صغيرا ياحبيبتي
ولم أكن قويّا ولم تكن الحيلة عندي
كنت أدخل القسم وقد ابتلّ جسدي
وطلى الوحل كلّ ثيابي
فتصفعني ضحكات أقراني
أجلس في مقعدي وقد ارتعشت فرائسي
واصطكّت أسناني
فيمرّ الدّرس أمامي
كالحلم في منامي
حالما أخرج تمّحي كلّ الأفكار.
وأعود في المساء حافي الأقدام
لأنّ حذائي علق في الأوحال
فخيّرت أن أحمله في يدي
ثمّ أتى الصّيف وأرهقني
فكان الحرّ مصدر تعبي
في الذّهاب والإيّاب
سامحيني ياحبيبتي
وددت ان أكون طبيبا للأطفال
فأزورهم في المدرسة والدّار
وأحصّنهم ضدّ المرض والسّعال
ثمّ أنصحهم بالعلم لنيل المعالي.
لكنّي فشلت وها أنا شابّ أعاني
وأصبح المرض والفقر عنواني
سامحيني يا بلدي
فأنا أحبّك ولكنّ الفقر أعياني
وأخذ منّي فرحي وأحلامي
لذلك قد أرحل لأنّي سئمت مقامي
فاعذريني يا بلدي وأنت دوما حبيبتي
رشدي الخميري / جندوبة / تونس
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع