إياد الموسوي: أعمال درامية تعكس هواجس الإنسان الوجودية أزاء كوفيد 19
قراءة نقدية / دنيا علي الحسني / العراق
الفنان العراقي المغترب "إياد الموسوي" يرسم الحقيقة الإنسانية في لوحات تشكيلية تعبر بمجموعة من التراكيب ومعالجات بصرية عن الوجداني والحسي لحالة إجتماعية وإنسانية عامة تخص البشر جميعاً، وبمختلف الحالات الانفعالية ، وفي التواصل المستمر للأحداث والتغيرات التي تستجيب لها أنامل الفنان في رسم معالم الوضع المعاش وانعكاساتة النفسية والعاطفية وتشفير اللوحة الصاخبة بالأضواء والملامح البشرية المتوجسة والتي يراها بدقة متناهية، حيث يتدفق منها السؤال والاستفهام الذي ينطوي في الصورة ويتخذ مركزيته وقدرته على توطيد العلاقة البصرية في اجواء وباء كورونا.
"اللغة المباشرة"
يقدم الفنان " اياد الموسوي" (50) عملاً فنياً زيتياً على كانفس صغير ومتوسط وكبير في التنوع بين أفكار الخوف من المجهول ومحاولة خلق بصيص الأمل والبحث عن نقطة بيضاء في ظل ما تعاني البشرية من قتامة الصورة العامة في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، التي عبر فيها عن المشاعر الإنسانية بكل شفافية وذلك بمزج الألوان الحارة والباردة التي تعبر عن الحالة المعاشة وتعبر كذلك عن فلسفة صادمة لتتبع للمجهول ومحاولة القاء الضوء على المستقبل وتعميق الرؤية للقضايا الإنسانية المرتبكة والتي تدور في خلجات النفوس في ظل جائحة كورونا، فالتجريد والتعبيرية تسيطر على أعمال هذه المجموعة وهي تنطلق بعفوية الفنان اياد الموسوي، وتعكس إحاسيسة الداخلية الصادقة.
"انعكاس الذات الإنسانية"
يحاول الفنان في هذه التجربة التلقائية دمج باليتة الألوان الحارة والباردة ليعبر عن اختلاط المشاعر وتناقضها في ان واحد ، في محاولة منه للبحث عن الاستقرار النفسي ولو المؤقت ، في ظل الاختلال مع جائحة كورونا (كوفيد 19)، ذلك الوباء الذي فتك بالكثير من الأرواح البشرية في المعمورة . فالحجر والعزلة يخزن واقع الأفكار بتقلباتها قد افرز أفاقا إبداعية لدى الفنان اياد غير مسبوقة ، و رؤية تشكيلية انتجت تقنياتها الجديدة ، فنرى التكنيك اللوني والهارموني المتناغم الذي يبرز اللون الأخضر المتصل بالطبيعة ويرتبط بالتجليات التي تحدثها المتغيرات وما يمر به العنصر البشري المتأجح بين الاخبار المتضاربة، حتى اثر الإنسان بتتبع الخبر الصواب أو التأكد من صحته، وقدم الفنان تجربة تشكيلية تعكس كل هذا الخضم من الدلالات ناشدا رغبة انسانية في الأبدية والخلود وضمن دلائل العيش والاستمرار والتفاؤل بالإضافة إلى طموحة لتحقيق الوفاق والسعادة والنظرة الإيجابية للحياة ، وهذا يبرز التوجه نحو مظاهر الحياة المختلفة والعلاقة بالقوة والإقتصاد والتطوير والإرتقاء
"الشعور بالخطر وتمويه الخبر"
يشعر الفنان " اياد الموسوي" باستيلاء اللون الأسود لمساحات كبيرة من اللوحة لتعبر عن هذا التوتر الانساني ، وموجة التساؤلات : الى متى سيظل البشر يهرعون خلف الأخبار هل هي صحيحة أم مزيفة؟ ومتى يعيش البشر بصدق في هذا العالم المضطرب اساسا وقبل الجائحة؟، ربما يحس الفنان بالهوة بينه وبين الواقع والدور الخطير للإعلام وما تقوم به وسائل الاتصال في نشر الأخبار بما يوافق مصالح وسياسات الدول وليس بالضرورة تحمي مصالح الانسان، لذلك تذهب الحقائق إدراج الرياح ، بين ما هو صحيح وزائف وما هو واقعي، ، وفي هذه اللوحات تظهر العيون حيث يكون كل شيء مظلم ، وتوحي الوجوه الشاحبة المتألمة والحائرة في مصيرها أمام صراع مع الفيروس يبدو لا متناهي ، ليتعايش معه الفن بأقصى محتوياته ومفهومها العميق والدفين في عبقرية الفنان والذاكرة والمتغيرات المفاجئة القابعة خلف تساؤلات واستفسارات حول الضواهر الإعلامية وانحدارها نحو أنماط جديدة وغريبة .
"تشكيلات جدلية"
قدم الفنان تقاربا فنيا تشكيليا تميز بالتعبير عن أفكار مختلفة ، حيث أستخدم الفنان الخطوط والمعالجات المتفاوتة بين عدة نقاط ليجسد بصرياً الأبعاد الثلاثية وقدرتها على خلق السراب والوهم الذي يعيشه الأنسان، والإيحاء بحقائق نراها حسياً تؤدي إلى فكرة الحياة والموت ورحيل الإنسان ، لكن ليجسد قوة الإنسان واحساسة بالأمل والتجدد والاستمرارية بعد كل مرحلة صعبة يمر بها في الحياة . مستعينا بقوة الطبيعة الملهمة للإبداع والخيال، وطبيعة الإنسان والفنان بشكل خاص هو التعبير عن رغبة وقوة البقاء وذلك يتجسد بالنتاج الفني الذي يوثق لهذه المرحلة من حياة البشر.
"رسالة الفن في التوعية"
تساهم رسالة الفن في نشر المشاعر الإيجابية والانسانية وتجاذباتها حول فيروس كورونا ، و يدخل اللون عنصر ا اساسيا في تكوين اللوحة لخلق أجواء إيجابية تحمل المعاني والعواطف والمشاعر الوجدانية، يختصر الفنان ويقدم الرؤى في أعماله الفنية التي أفرغ فيها مشاعر الأمل والتفاؤل والمحبة والمودة، والسلام، حيث تنطق الأفكار بكلمات من عمق المشاعر الصادقة التي لا تتغير في اللحظات الصعبة ، ويركز على المشاعر الإيجابية والشعور بالأخرين من خلال رسالة الفن السامية التي تمسح عن الروح غبار الحياة، فراحت فرشاة اياد الموسوي ترفل بالإبداع الثري والعواطف والحالات الذهنية التي تثيرها وتطورات والأحداث في زمن كورونا فيقول الموسوي في مداخل اللوحات:
{ لن أقول وداعاً،، سيسدل الستار ثانية ،،ونعود إلى حضن الحياة}
{ في ذلك البيت ، المضيف الجنوبي تراكم الكرم والسخاء ، تراكم الأمل مع حظر التجوال}
{ في حمرة هذا الوجود المنكمش على نفسه زرعتك أملاً في قلبي ارجوك أمنحني شيئاً من ثمارك }
{سومر لن تسقط الحضارة،، قد تسقط الأزهار حيناً لكنها ستورق ثانية عند ابتسامتك القريبة}
{ صباحك وردي ،، خذ أِعماق روحي وهي تبحث عنك شراعاً لسفينتنا القادمة}
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع