نصوص من جواهر وحروف من ذهب ~ ( 13 )
● على غير المعتاد والمألوف ، ضيف هذه الحلقة
" غائب حاضر " ، إنه المبدع المصري الراحل" أمل دنقل"
● وعلى غير العادة أيضا ، بدلا من التعليق ، سأكتفي بعرض مجرد الانطباع ، لا أكثر ولا أقل :
(1) كم هو لافت وآسر وجه الشبه بين دنقل و السيَّاب ، في كل شيء ، سيرة وإبداعا ، حياة وموتا .
(2) ولست أدري ، صدقا ، أيهما صدح بالعذوبة أولا ، " مطر السيَّاب " أم " كمان دنقل " ؟!
(3 ) أترك للسادة المتخصصين من النقاد معاينة كل ذلك وفحصه .
(4) أما بالنسبة لي فالأهم هو أن تظل أرواح الحالمين بعالم أفضل ترقص على ترنيمة الكمان ووقع المطر ... //
شجوية
لماذا يُتابِعُني أينما سِرتُ صوتُ الكَمانْ ؟
أسافرُ في القَاطراتِ العتيقة
(كي أتحدَّث للغُرباء المُسِنِّينَ)
أرفعُ صوتي ليطغي على ضجَّةِ العَجلاتِ
وأغفو على نَبَضاتِ القِطارِ الحديديَّةِ القلبِ
(تهدُرُ مثل الطَّواحين)
لكنَّها بغتةً
تَتباعدُ شيئاً فشيئا
ويصحو نِداءُ الكَمان !
~~~
أسيرُ مع الناسِ ، في المَهرجانات :
أُُصغى لبوقِ الجُنودِ النُّحاسيّ
يملأُُ حَلقي غُبارُ النَّشيدِ الحماسيّ
لكنّني فَجأةً.. لا أرى !
تَتَلاشى الصُفوفُ أمامي
وينسرِبُ الصَّوتُ مُبْتعِدا
ورويداً
رويداً يعودُ إلى القلبِ صوتُ الكَمانْ !
~~~
لماذا ، إذا ما تهيَّأت للنوم ، يأتي الكَمان ؟!
فأصغي له آتياً من مَكانٍ بعيد
فتصمتُ : هَمْهمةُ الريحُ خلفَ الشَّبابيكِ
نبضُ الوِسادةِ في أُذنُي ،
تَتراجعُ دقاتُ قَلْبي
وأرحلُ في مُدنٍ لم أزُرها !
شوارعُها : فِضّةٌ !
وبناياتُها : من خُيوطِ الأَشعَّةِ
ألْقى التي واعَدَتْني على ضَفَّةِ النهرِ واقفةً !
وعلى كَتفيها يحطُّ اليمامُ الغريبُ
ومن راحتيها يغطُّ الحنانْ !
أُحبُّكِ ،
صارَ الكمانُ كعوبَ بنادقْ !
وصارَ يمامُ الحدائقْ
قنابلَ تَسقطُ في كلِّ آنْ
وغَابَ الكَمانْ !
نص [ أمل دنقل ]
تقديم وتعليق : محمد الناصر شيخاوي/ تونس
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع