القائمة الرئيسية

الصفحات


الفَانْتْوِيتْ

هو شاب في الثلاثين أو أقلّ بقليل . أسمر البشرة ، حلوةٌ سُمرته . قصير شعر الرأس فاحم ٌ لونه . عريض الجبهة ،مستديرٌ وجهه . طويل القامة ممتلئ جسمهُ ، قليلا .
كان يرتدي قميصا سماوي اللّون وسروالا أسود" طيرقال "مكويا وحذاء "موكسان " ملمعا. ويضع عطرا خفيفا ، لطيف الرائحة مناسب الثمن " دراقون نوار"
كان يقف الي جانب مجموعة من الواقفين ، متأبطا حافظة أوراق جلدية بنية اللّون
بها عدد من نسخ بطاقة تعريفه الوطنية . و شهادة الباكالوريا ، مع نسخ منها مطابقة للأصل
مع شهائده الجامعية ، مع نسخ منها و أوراق بيضاء تصلح للكتابة مع قلم جاف أزرق " بيك" .
والكلّ واقف ينتظر قدومها في ضجر تحت سقف واقية حديدية نخرها الصدأ وشحب لونها فـ "الفانتويت" تتأخر ولكنّها تأتي .
لا أحد يهتم بالآخر فكلّ مشغول بساعته أو محموله علّه يخفف ثقل الانتظار.
إلا شاب عشريني العمر وفتاة في مثل سنّه منغمسان في تصفّح هاتفها الذّكيّ وبين الحين
و الآخر يطلقان ضحكات ينزعج لها المنتظرون . لكن لا أحد يعلّق.
لكنّ ضحكات هذه المرّة ليست عاديّه فقد احتوت صوتا غريبا يناديه ... وليد ... وليد...
بحث وليد عن مصدر الصّوت فلم يجد سوي مارّة يسيرون في نشاط فمنهم الغادي والرائح . ولا أحد يهتمّ بالآخر والسّيارات تزدحم في هذا الصّباح .
ورغم أن الضّحكات توقّفت لكن الصّوت الذي ناداه منذ قليل مازال يسمعه " وليد ...وليد"
فلم يكترث فلاشك أنّه ينادي غيره فـ" وليد" اسم ضارب في التّاريخ .
وهو لا يريد أن "يُهنتل" نفسه فهو في العاصمة وفي محطة الحافلات الصفراء بالذات....
فعدّل هندامه ووقفته ومسح فمه وشعر وأسه إلى الخلف.
وإذ برجل وسيم أبيض البشرة دقيق الأنف أنيق الهندام يرتدي "مريولا" قطني"سينيي "
و"بنطلون جينس " وحذاء رياضا "نايك "يبدو في مثل سنّه تقريبا يقف أمامه
ينزع نظارته السّوداء وينظر إليه مليّا ويهتف جازما " بالحرام وليد ..."
فدقّق "وليد " النّظر وأدرك الصّوت جيدا فهذه بعض ملامح صديق الدّراسة "رابح" المشهور باسم "الفانتويت" هذا الاسم الذي اطلقته عليه استاذة الفرنسية "مدام جليلة" في معهد سليانة "الميكست" فالتصق به .
ودقّق "وليد "ا لنّظر جيدا من جديد وتأكّد فصرخ " الفانتويت؟ ... رابح ؟... يعطك سخطة ماعرفتكش"
فقهقه رابح عاليا "على خاطرني وليت أصلع ههههههه"
وحضن وقبّل كلّ منهما الآخر وسعادة اللّقاء تغمر هما ...
التفت جميع منتظري الحافلة الى اتجاهها الذي تأتي منه ظنا منهم أنها قدمت فاستعدوا حين سمعوا صرخة "وليد " فانتويت " ولم يدركو ا أنها كنية "رابح " وحين لم يجدوا الحافلة
أيقنوا أنها سخافة من سخافات بعض الشباب حين يملّون طول الانتظار .
ربّت "رابح "على كتف "وليد "وسأله عن صحّته وعن الأهل وعن الأصحاب وعن المدينة والمعهد دون ان ينتظر اجابة "وليد" الذي كان يكتفي بكلمة "لاباس" لاباس" أمام غزارة أسئلة "رابح " الذي لم يعطه فرصة للجواب ولم يقبل اعتذاره حين أراد أن يأخذه معه الى المقهى مرددا :
"لا لا توّه نمشاوه نعملو قهوة " ودفعه نحو سيارته البيضاء "فورد اسكورت" حاثا اياه
"اركب اركب" وجذب بابه وداس دواسة "الدبرياج "وحوّل عتلة السّرعة الى "الدّوزيام" وداس دواسة البنزين تزامنا مع فتح المكبح اليدوي فانطلقت السّيارة في
اتجاه مقهى "لافريكا" محدثة صواتا مزمجرا مع أزيز المكابح.
وعادت الذكريات ب"وليد " الى القاعة رقم ستة الى مقعده الأول بالصّف الأوسط الى استاذة الفرنسية وهي تقف أمام "رابح" بجسمها الضّخم الفارع وبوجهها المستدير وبملامحها الرّقيقة وبشعرها الحنّائي المشدود الى الخلف وبفستانها الرّمادي الموشى بوريقات سوداء وبصندلها ذي السّيور البيضاء الرّقيقة والكعب الدقيق العالى وقدميها التي تفيض منه .
"مدام جليلة" السيدة "البَلدية " التي تتكلّم" القالة" بلكنة حلوة على خلاف زوجها ابن البلد الطويل النّحيل الهادئ الطّبع ذو الشعر الأسود الطويل السّبط يدعى "سي جمال " وهو استاذ مثلها يساري الاتجاه يختلف مع زوجته في نطق حرف "آر" الفرنسي التي تصرّ "مدام جليلة "على نطقه "آغ "في حين لا يولي" سي جمال " لذلك اهتماما
وقفت "مدام جليلة " بجلالة قدرها قائلة "ا سمع ماعادش تحضرلي "رابح " إنت تدور من بقعة لبقعة و تجيني موخر "كالفانتويت "
فانفجر التلاميذ ضحكا مردّدين "مدام ... مدام هو رقمو في دفتر المناداة "فانتويت"
وضحك الجميع وغادر رابح الفصل غير آبه . فهو لم يكن التلميذ الحريص على دروسه لا في مادة الفرنسية ولا في غيرها ولم يحصّل من العلم شيئا غير لقب "الفانتويت"
فكثيرا ما تراه يجوب الأروقة ذهابا و إيابا أو أمام مكتب النّاظر او المدير على إثر شكاية احد المواطنين ضبطه داخل حديقة منزله يجني بعض غلالها قبل أن تنضج أو كنت تراه يوم الخميس ينتظر والده في السّاحة الى جانب "الريفكتوار" ليحصل على بعض
" المصروف" يأتي العم خميس من" الرّحامنة" على قدميه ومعه "علبة البسيسة "وقطع الخبز "المبسس " مصرورا في منديل كتاني في "فيلية" نيلون زرقاء
ويقدّمها إليه "قائلا "بعثتهم لك امك فزّت تحضر فيهم من الفجر قتلك اقرا على روحك ولدي واطلع راجل "
شاع أمر "رابح" وكنيته بين جميع التلاميذ و الاساتذة الذين يغضّون عنه الطرف إن حضر متأخرا إلا "مدام جليلة" فهي لا تقبل اعتذاراته و إلحاحه وترجّيه و تجهّيه بابنتها "أحلام " ورغم تنبيهه عليه بعدم ذكر اسمها إلا أنه يصرّ قائلا "يا مدام يعيشك براس أحلام " فتستشيط "مدام جليلة" غضبا قائلة "مارد" وتزداد اصرارا على أن لا تقبله في حصتها قائلة "أنا مانحبكش نكرهك ، حتي رقم فانتويت نكرهو ّ" صوغ او جفي ابلي لو دغكتاغ" أي غادر او سأحضر لك المدير باللغة الفرنسية ... فلا يفهمها ... أو قد يفهمها ويتجاهلها . فتدفعة بيدها من كتفه وتوصد باب قاعة الدرس ..
كانت أحلام فتاة جميلة أخذت من وا لدها طوله ومن أمها لكنة" القالة" ورقّة السيدات البلْديات ونهلت من والديها العلوم سيما اللغة الفرنسية التي تعشقها البنات
لكن أحلام، كستانية العينين لامية الشفاه ،قمحية البشرة المائلة للبياض، عشقت اللغة الانجليزية الى حد التفوّق بل نهلتها على أصولها ،واخذتها عن الناطقين بها
فقد توجهت "أحلام " الى انقلترا تحديدا الى عاصمتها لندن الى جامعة كامبريدج وهي جامعة غير اعتيادية مكونه من مجموعة من الكليات التي تتمتع بالإدارة المستقلة سجلت في احداها وتعتبر كل كلية هي جزء من كامبريدج بينما تكون مستقلة إلى حد كبير. تعين هيئة التدريس الخاصة بها في كل مادة ، وتقرر الطلاب الذين سيتم قبولهم ، وتوفر التدريس الإشرافي للطلاب الجامعيين ، وتكون مسؤولة عن الترتيبات والرفاهية المنزلية للطلاب والموظفين .
كانت "احلام" تربا لكل من "وليد" و"رابح" أو أقل بقليل " دلولة" أمها وأبيها "فمدام جليلة "تحبها حد ّالجنون .
رأت فيها شبابها . وهي تحلم أن تجعلها سيّدة راقية، من الطّراز الأول . تحلم أن تزّوجها من شاب تكون راضيه عنه أتم الرضا . ابن عائلة ميسورة ذو حسب ونسب ، جامعي على الاقل يفهم عن ابنتها . هذه الآنسة الرّاقية ابنة "مدام جليلة وما أدراك "وابنة "سي جمال بالفم والملا" .
جلس "وليد ورابح ّ الى طاولة مستديرة" اينوكسية" القوائم بلورية السّطح عليها رماديّة مرمرية فاخرة . كان الهدوء يسود قاعة المقهى الفاخر بهوائه المكيف المنعش
تقدّم نادله الطويل بشاربين نافرين ورباط عنقه الفراشتى الأسود "بابيون " ومئزره القرمزي القصير وفي يده طبق مستدير لجيني اللّون وخاطب" رابح ووليد" بكل هدوء
"ميسيو"وهي عبارة فرنسية تعني أيها السادة وهو يعرض عليهما خدماته ليقدم ما يودّون شرابه
فطلب" رابح" في خفة "ألونجي بيان سِرّايْ" أي قهوه سريعة معصورة جيدا و"دبوزة ماء "
وتلكأ وليد قليلا ثم طلب " قازوزا كوكا " وأضاف "بالله باردة "
وضع "رابح "علبة "المارلبورو" والقداحة أمامه بعد أن أخذ سيجارة بين إصبعيه السّبابة والوسطى ووضعها بين شفتيه وأشعل وجذب ونفث قائلا وعيناه تتفرس في وليد
"احكي لي أشنوه أمورك آش عامل ؟"
وضع النادل فنجان القهوة امام رابح وقارورة الكوكا بها قشة بلاستيكية وردية اللون امام وليد وبينهما قارورة ماء معدني مع كوبين فارغين وتسلم الثمن و"البوربوار"
وراح وليد يسرد الذكريات والنوادر والطرائف ورابح يعقّب ويمازح ويعلّل ويصدّق ويكذّب ما وقع بينه وبين اصدقاء الدراسة والمربين.
فسأله رابح مستغربا :اشبيك ماسئلتنش على أحلام أش عملت؟
فدقق رابح النظر فيه واستغرب وشرد ذهنة وسأل:" التلفون... تلفوني"
وبسرعة خرج هامسا: "هاني جيتك". وما لبث أن عاد وهو يتصفح الهاتف وجلس ومد يده للفنجان فأخذ منه رشفة طويلة وعيناه لا تفارق شاشه الهاتف وردّد:
"نسيتو في الكرهبه كان فاقو بيه اولاد الحلال يكسروا بلار الكرهبة" وهو يتصفح شاشة هاتفه الذكي.
تناول وليد قارورة الكوكا بيمينه والقشة بشفتيه وشفط شيئا من شراب الكوكا البارد فشعر بانتعاشة وطمأن صديقه : لا لباس الحمد لله
فلم يكترث رابح لتعليقه وأضاف: هجموا عليهم البوليسية ولاّ ضارب ومضروب واستعملوا القنابل المسيلة للدموع .
فاجابه وليد متلهفا لمعرفة الخبر: " تره أنا تلفوني مُوش مشرجي"
وتثبت مستغربا: "تي هاذم هاو نحنا جماعة الطلبه... تي أنا كنت ماشي غادي للاعتصام تي هام جماعة الشهايد... هكه يعملوا فينا آخي نقراو نقراو نقعدوا بطالة وناكلو العصا...
فاجابه رابح ضاحكا: "ايّه الحمد الله مشك معاهم و إلا راك كليت بيه مسُقّي"
فردّ عليه: "لا ياربح... الله يهديك و إلا راني كنت غادي مع الزملاء تي مصيرنا واحد"
فعّلق عليه رابح: "طول عمرك تموت على الاضرابات... مليّ كنت في المعهد ديما مخوضها"ودعاه الى مواصلة شرب قازوزته
فسأله وليد: "بالله انت اش عامل؟ ... كيفاش عملت ملي خرجت من المعهد؟.. اشنوه أمورك؟"
فرد" عليه رابح : قصدك ملّي طردوني ... انا هربت لتونس وقتها ... وبديت نفركس على خدمه ...حتى ناب ربي ودخلت لشريكة نسيّق ونغسل ونظف في الكيران "
وليد :"ماتقليش لتوّه تسيق وتنظف في الكيران والكراهب "؟
رابح:" لا ياراجل هذيكه مرحلة من بعد وليت نعس"
وليد : يسأله "في نفس الشريكه" ؟
رابح : "ايه العسه كانت خدمه مبروكه اترسمت وترقّيت وخدمت الخدم الكل كنفيور، شيفور، انسبكتور، رئيس مصلحة والآن نائب مدير الشركه وإذا كان نحب نولي المدير نولّي
وليد : وقد انفجر ضاحكا ومعلقا:" لا ...على قرايتك والشهايد الجامعية متاعك"
رابح : مسكين والله مسكين آش من شهايد؟... تي والله أنا كيران الشريكة والكراهب الكل اللي فيها ... سقتهم والبرمي ما نكسابوش تي المدير سُقت بيه وانا ماعنديش رخصة سياقة ... أش تخضرت إنت ... و إلا راني كيف صحابك تاكل فيهم المتراك والغاز وشوف يسلكوها شوف لا
وليد : تقصد كيفّي أنا ؟
رابح : يا صديقي الحياة فرص ... وأنا عمري ما ضيعت فرصة جاتني
وليد متحمسا: " والقرايا والعلم والمدرسة والجامعة"
رابح :" القرايا القرايا ... آش عملت بيها القراية... طلعت حكاية فارغة... فعل فاعل مفعول به يا تكون انت الفاعل يا تكون مفعول به... وأنا عرفت الّي يلزمني انكون فاعل."
وليد :طبعا آشكون مايحبش يكون فاعل؟ ... بالعلم بالمعرفة تولي فاعل
رابح :" ايه صحيح بالمعرفة، بالعلاقات بالحسابات، بالشخصيات، بالنّاس الواصله توصل" . ثم توقف عن الحديث ودعا صاحبه الى ترشف قازوزته والى الاقلاع عن مثل هذه المناقشات التي ليس منها نفعا وأضاف معلقا:
"معاك فرنك تسوى فرنك"
وليد :وكان يمسك بالقارورة ليشفط منها فعدل عن ذلك وقال في تأكيد :
"أنما موش كل شيء فلوس"
رابح مؤكدا : "كل شيء فلوس"
وليد وكأنه يحاججه : "علاه الحبّ ... المشاعر... فلوس"؟
رابح : وهو يرشف قهوته ويشعل سجارته ويخاطبه وهو ينفث الدخان بعيدا
"لا ...هاضاكه هو الفلوس بالحق... بلاش فلوس مافماش حبّ"
وليد :" بالله سامحني هاني مش نرجع بيك شويه لأيام الدّراسه ...أحلام ..."
رابح يقاطه: "أوه آشبيك شّديت في أحلام
وليد: يطلب منه أن يهدأ مستعملا حركة من يده:
" افهمني... بشويّه ... ما تتغشش أحنا نتناقشوا فقط .
رابح : لا مشني متغشش... أحكي على روحك... أما ماكش فاهم حتى شيء"
وليد : تي اسمعني ...أحلام طفلة شبابه ... جميله برشىة... تقول شخصية، أمها استاذه وبوها أستاذ... الكل مضروبين فيها... قطعة تفتق بالعربي الكل نحبوها"
واشار اليه باصبعه..." إنت... انت كيف تولّي بفلوسك ... ولباس عليك، نقولو سخطه.. مش تحبك" ؟
تي أمها تقول عليك مسطك وهي تقول عليك مسطك ونحنا نقولوا عليك مسطك
سامحني مشني نهين فيك انت تعرف اللي انا صديقك
كان رابح يضع يده على خده وهو ينظر الى وليد ويستمع اليه باهتمام
فقطع عليه حديثه :
رابح : اي عاد اشبيه مش تلقى خيرمنّي
وليد :يضحك مستهزءا لا ابدا ماتلقاش خير من الفنتويت توصلها وتجيبها
ويوجه له سؤالا تعرف آش ولت احلام
فاخذ رابح منه الكلمه ليجيبه
رابح: ولات ماستار انجليزية
وليد : هاك تعرف أخبارها
رابح: انت الى ما تعرف شيء أحلام معرسه عندها ثلاثة سنين
وليد: قالو عرست صحيح وأمها قالوا مريضه جاتها جلطه من بعد العرس
رابح: وعندها زوز صغار
وليد يجيبه :" يُمكن ... ماعلميش" ... وقرّب فم القارورة من فمه ناسيا ان يستعمل القشة ليشرب وهو ينظر الى رابح
رابح : وراجلها قاعد قدّامك ويحدث فيك
فشرق وليد في مشروب الكوكا واهتز يسعل... وانقلب مابقي في القارورة على قميصه وأخذه سُعال حار اختلط مع الكلمات التي يريد أن يقولها ورابح يمد له كاسا من الماء صبّه على عجل ...
ويدعوه أن يشرب كي يتخلص من الكحّة . ووليد يقسم بالله أنه لم يكن يعلم أنه زوج أحلام ... والسّعال لا يفارقه حتى أدمعت عيناه وأخذ يبحث في جيوبه عن منديل يمسح به فلم يجد ومد يده لحافظة اوراقه علّهُ يجد ... فوجد شراب الكوكا قد تسلّل الى أصول شهائده العلمية فبلّلها ... فأسعفه رابح بمنديل ورقي وهو يضحك وينادي النّادل ليمسح الطاولة.
نصر العماري
Reactions

تعليقات