حيرة شاعرة
لست أدري كيف
رسمت الأنهار حدودها على ضفتي
و خطّت البحار خارطتها على جسدي
و أضحت الجداول محيطات
امتزجت مياهها مع مياه محيط خصري
و سيول المحبّة الفائضة من صدري
و لا أدري كيف
صارت الأسماك تطفو من القعر
لتسبح بين مياه أصابعي
و تغادر النوارس زرقة البحر
لتحط على سواحلي
و تدعوني معها للسفر
نهاجر شرقا وغربا شمالا وجنوبا
نقطع كل الخلجان والجزر...
لست أدري كيف
تُوجتُ أميرة لأزهى الحضارات
و أوج العصور و الانتصارات
صارت ترفع من أجلي الرّايات
و تغنى على أوتار شرفي أجمل المعزوفات
يتجمهر الناس أمام مملكتي
يحتفون بتمرّد جنود عاطفتي
و ثورة الأحاسيس و النبضات
على سلطة المنطق
و الرضا المطلق
لقوانين العقل و المسلمات
ويباركون إعلاني عن إقامة دولة عشق
تحرّر الاف العاشقين والعاشقات
و تضمن لهم ممارسة الطقوس والحريّات
لا أدري كيف ملكت الكون وسحره
و كيف تغيّر قانون الطبيعة و البَشر
و كيف دخلت التاريخ من بوابة النصر
و كيف تفتقت مني حروف الهجاء
كما تتفجّر الينابيع من الصخر
تهطل في انسياب على المساحات كالمطر
فلا أستدعي قافية ولا أنقّب عن المعاني في الدّرر
وكيف صمت ضجيج الحزن في شعري
لتعلو أهازيج الفرح و البِشر...
كلّ ما أعلمه أني أحببته
إليه جرفني موج القدر...
دنياس عليلة /تونس
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع