خــبـــــابـيــــــــر ابـــــــــــــــــن النعمــــــــــــــــــان
أ.د / نبيل العريقي
في ديوان قديم زينت زواياه نسيج متناغم من الآيات القرآنية المنحوتة بعناية فائقة وجدران ونوافذ صنعتها أنامل ماهرة بفنون الزخرفة والفنون التشكيلية النادرة جلسنا نتناول القهوة
وكنا نتحدث ونتناقش بصوت عال .. وأحيانا ترتفع أصواتنا بالغناء والضحك وبينما نحن كذلك.. فتح باب الديوان ببطْء .. التفتت جميع الوجوه باتجاه الباب فإذا بالداخل علينا الحكيم ابن النعمان يرتدي أفخر الثياب ويسير بخطى متثاقلة وهو يحمل لوحة لم يعد مكتوب فيها إلا 《 الشر 》
أما باقي العبارة
《《 طة في خدمة الشعب 》》 فقد أكلتها الأرضة
وبعد أن ألقى علينا التحية جلس في المكان الذي اعتاد عليه وأخذ يتناول القهوة وفجأة دون سابق إنذار أومقدمات سرد لنا :
المرأة ليست مخاوقا اسطوري قادمامن كوكب اخر ولكن من المعيب اننا كلما نتحدث عن حقوق المرأة تلتفت العيون.. وعندما نكتب عن حرية المرأة تجحظ العيون.. وعندما نشير إلى أهمية مشاركة المرأة في العمل السياسي وبناء المجتمع والدولة المدنية الحديثة تتابعنا الألسن
المرأة في كل زمان ومكان محور للكلام والفعل في الواقع وفي الخيال في امهات الكتب وفي الاوراق وعلب الوسائط الاعلامية المرائية والمسموعة والاكترونية بالاضافة الى مواقع التواصل الاجتماعي
وعندما نحاول إيجاد صيغة حاضرة ومستقبلية للمرأة تلاحقنا أفكارنا وأفكار الآخرين القديمة ومحصول البشرية من النظريات التي تهاوى الكثير منها في كل المجالات تقريباً..
لكن النظريات التي تدور حول مجال النهوض بالمرأة ما زالت كما هي متجددة ولكن بنفس البريق القديم
المرأة وهي تشارك الرجل وتنافسه في جميع أعماله وأنشطته لافتة للنظر وهي تحمل قلما وتتبعها العيون وكذلك وهي تجلس بهدوء أو تسير في الشارع يبدو الأمر غريباً .. باعتبار أن كل مايتعلق بالمرأة يحاط بالغموض وعلامات الاستفهام..
المهم دعونا من هذا الأمر كله ولنعد إلى نتائج مخرجات الكتابات النسائية حقوق وحرية المرأة ودعوة المجتمعات لتعزيز حقوق وحرية المرأة في »اليوم العالمي للمرأة« والذي جاء ليؤكد أهمية الاهتمام بالمرأة من خلال وضع السياسات والإجراءات الهادفة إلى تطوير مشاركة المرأة في المجتمع وتفعيل دورها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والادبية والعلمية والتربوية وغير ذلك
فهل نستطيع استيعاب ماجاء في المخرجات
الخاص بمجال النهوض بالمرأة ككيان مستقل بحد ذاته.. لها حقوق يجب أن تحترم ولها حرية يجب أن لاتنتهك وصولاً إلى تحقيق العدالة والانصاف في الحقوق والواجبات وتمكينها من تحقيق كامل امكاناتها وتعزيز قدراتها في مساهمتها في التنمية المستدامة.
خلاصة القول إن مايجب أن تفعله المرأة اليوم لمواجهة الهجمات الشرسة ضدها هو العمل على تنمية قدرتها والتسلح بالارادة والثقة
من أجل أن تكون لها صفة أخرى تليق بانسانيتها كممثلة لنصف المجتمع وكمدرسة لإعداد الأجيال..
فإذا أردنا رجالا عظماء علينا أولا الاهتمام بالمرأة.. فهل في مخرجات الوطن العربي الخاص بالمرأة مايعيب أم أن العيب في من لايحترمون حقوق وحرية المرأة..؟!
وردت لي هذه الرسالة من شخصية ادبية انقلها لكم كما وردت من قائلها وموجهة
لشباب مواقع التواصل الاجتماعي الذين لا يحترمون الأنثى قائلا بالمختصر المفيد
في أن تكون أمك أو أختك أو بنتك او زوجتك
فاحفظ لسانك عن الكلام السيئ عن النساء
حتى يحفظ الله أختك أو أمك أو بنتك وزوجتك من لسان الناس
فكلنا عورات وللناس اعين'
قال حكيمنا في هذه الحكاية مخاطباً الدول العربية والمجتمعات العربية
قبل أن تقتصوا من الشباب المنحرف ابحثوا عن الأسباب وأقضوا عليها
فالشباب الذي يحصل على مؤهل علمي ولا يجد عملاً يمكن أن يتحول إلى لص
والشاب الذي يريد أن يتزوج ولا يجد مسكناً يمكن أن يتحول إلى ذئب ينهش أول ضحية يقابلها
والشاب الذي يعاني من ظروف معيشية صعبة يكون هدفاً سهلاً للجماعات المتطرفة لتجنيده للقيام بأعمال تخالف الشرع والقانون او يتحول
الى جاسوس أو عميل وربما خائن لوطنه
يحكى فيما يحكى أن هناك مدينة آمنة أمينة كتبت على أبوابها عبارة متينة
《《 ان اللصوص اذا دخلوا قرية افسدوها 》》
وفي ليلة من الليالي كان القمر منها خالي تسلل -- لص -- من خلف جبل عال ونزل الوادي ودخل المدينة والناس نيام فسرق ما سرق من الغالي والنفيس وفي اطراف المدينة بناء له بيتاً وعريش وبدأ يجمع بداخله ما يسرقه وخلال فترة وجيزة استطاع اللص السيطرة على مرافق المدينة والناس نيام وجمع حوله الأعوان ومن ثم أحاط نفسه بالعسكر والسلاح حتى اشتد ساعده وقويت شوكته حينها بدأ يمسك منافذ المدينة ويفرض الضرائب على الناس والناس مازالوا نيام..
فجاء رجل من أقاصي المدينة ينظر إلى الحال ويدينه وفي ليلة سكينة حد الرجل سكينة ليهدد اللص
فصاح اللص اغيثوني.. أغيثوني فاجتمع القوم وأقاموا الحد على الرجل فكيف يهان جلادهم أمام عيونهم وطردوه إلى أقاصي المدينة
وعادوا إلى نومهم وتركوا اللص يسرق كل يوم بيت وخزينة
وعندما اكمل قص حكاياته سألنا
ياترى ماذا نستنتج من عبرة وحكمة من خلال هذه الحكايات
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع