طريقنا وهمٌّ
——————
أنا أكرهُ أن تغتالني العيونُ الزرق
ولا أحبُّ أن تشطبني الدموعُ المالحة
ربما جعلني الوطنُ فاصلةً
بين جملتين متناقضتين
لا يعربها النحاتون
ضمن صنمٍ وسطَ مدينةٍ ثائرةٍ
ثمّ يسقطني أطفالٌ وتجرّني حبالُهم
إلى مصيرٍ مجهولٍ في خزائنِ بائعِ العتيق
أو إلى كتابِ تأريخٍ ممزقٍ تجمعُ أوراقُهُ حباتِ الشمس .
كنتُ قوساً من أقواسِ المعارك
أحملُ الرؤوسَ التعبوية
وأتجهُ إلى نفسي دونَ شعور
أصيبُ ما أشاء ومتى أشاء
لن يخطئ صوابي في أجزائي المتشعبة
معتمدا على الخطِ الوهمي بين الفرضةِ والشعيرة .
أكرهُ أن أرى موتي المحتّم تحتَ المناضدِ
كبيدقٍ بين أصابعِ الملوك
ولا أرغبُ رؤيةَ ذاتي
كحصانٍ تحت سرجٍ مثقوبٍ
تنغرسُ في جلدي الشوكةُ التي أدمت الركوب ،
اللّجامُ أنا … الحوافرُ ظلّي
والاستقامةُ في فجري
الذي لا يشبه المكتوبَ على جبينِ النهار .
تكررت خيالاتي
حين طافت الأحداقُ فوقَ الحوادث
رميتُ أطواقاً وأطواقا
لم ينج إلا أرنبٌ واحد
من النّطِ الذي تعيب عليه السلاحف
في سباقٍ مدته آلاف السنين ،
السرعةُ مطلوبةٌ
في الفرارِ لكن التأني مرغوب
عند حافةِ الانكسار ،
لن ينصحني أحدٌ وأنا قائمةُ شواذٍ
مدونةٌ على حيطانِ الأسرار
لا تمسحني نفخةُ الزمن ،
أكتفي بالإيماءِ
عند الرفضِ والقبول
طالما السوطُ هو معلمي ومراقبي عند الحلول
لقد تمددت أنوفُ النهايات
رغماً عن أنفي لتضمَّ أصابعَ البدايات ،
تيقنتُ إنني أقتربُ من الطريق
الذي يوصلني
إلى تصديقِ الوهمِ لأني أنا ....
…………
عبدالزهرة خالد
البصرة
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع