مصافحة اولى للتعرف للشاعرة ليلي السليتي. عضو نادي DADA للاداب والفنون. بقلم المهدي حسن
يتدفق الشعر اذا ما شدت ليلى يصير هطلا غزيرا ويسيل سيلا يروي صحاري العواطف العطشى فتزهر كثبانها بين يوم وليل (ا) ويقف معدم الحس على بابها فتكيل له من جميل المشاعر كيلا. ..... عرفناها سريعا بفضل غزارة ما تضع على صفحتها من نصوص شعرية مطولة... اشعار وجدانية تحضر فيها الانا شامخة، معتدة بتجربتها في الحياة، واثقة من حنكتها في فهم طباع الناس، مستاءة من استخفافهم بمشاعرها النبيلة.... لازمة الفقد والحنين تتبلور في علاقة وثيقة مع الليل حتى صارت تسم جزءا من كتاباتها بعنوان "همسات ليلية" و "ثرثرة ليلى" او ليلية، حتى لكأن عادتها ان تشاكي وسادتها كل ليلة من وحدة اضطرارية بسبب التزامات الحياة وحتمية الظروف، التي اجبرت كل من يعز عليها ويسندها ان يرحل واخرهم قطها "مينوش" الذي ضجر من السكون فاختار حياة التشرد الصاخبة في الشوارع. في اشعار ليلى السليتي، نلاحظ ان الشعر ليس الا متنفسا للتصعيد... تكتبه ليلى بالدموع مثلما تكتبه بالحبر الوردي.... سريعا ما تتحول نبرة الحزن والاسف الى مشاكسات طريفة للمخاطب-القارئ لا تتحير.. خلي قلبك في البعد شادي وفي القرب راضي يا صغير.. الهوى عندي كبير... أنا قلبي بيحب بضمير ع الشوق ينادي تعال .. تعال حبيبي نطير فوق السماء ..ليلة هناء يالي المنى اشوفك قصادي... خلي قلبك في البعد شادي وفي القرب راضي.. بحاجات كثير..!!
لتأكد له تعاليها عن تناسيه لتعلقها به ولا تلومه بشدة انما تجعله يراجع موقفه منها لأنها تجعله يستدرك اخطاءه وسوء اختياراته او سوء نواياه. ادين اليك بكم الشعور فكيف نقيم لحبنا حدا..؟ كأن الغيوم التي انهمرت تمد لقلبي حنانك مدا... وتعصر مر الغياب متى كان قلبي ينادي بشدة... عسى الغيم تبكي النوى عسى الوجد منك شكى ولكن عساها روحي إذا القت بظلي بك تتحدى... البحار ..الجبال .. الغيوم الرعود... الحدود ..القواعد ...حتى حروفي التي لم تجد موضعا عصتني والقت بذاتها عندا... فصار الكلام كوبا جميلا وصار القصيد بكأسك وردا.. و قلبي الذي كان قبلك عودا كنبض يشد له الحب شدا.. فمن ذا يقارع حرفا بحرف ومن ذا ينازع فيك المودة.. وانت الذي لم أرى مثله يعلم كيف المشاعر تهدى.. أدين إليك بكم الشعور لماذا نقيم لحبنا حدا...؟؟!
ليلى السليتي، فنانة،شغوف بالفن الاصيل حفظا واداء... وهذا الغرام الاصيل طبع جزءا من قصائدها ان لم يكن اغلبها، بنفس غنائي شرقي... اللهجة المصرية تحديدا، التي كتبت فيها ووقع تلحين كلماتها وسجلتها بصوتها... فكانت الروعة . كتبت ليلى ايضا باللهجة التونسية، اغان طريفة و اشعار في الحكمة والمواعظ. لا تتكبر على الناس لا تقولي راني فلان إستعوذ من الشيطان لا تسمع كلام إبليس... لا يغرك لا ينفخ فيك ولا يشدك من وذنيك و يقولك حوت عليك و يطيرك مع الجان..! شوف علّتك يهديك و جاريه بالعصيان.. النفس عزها تنصاب أدّب روحك وعطرها.. أحكي بكلمات صواب وقبل ما تقولها أوزنها.. انت حرف الحياة كتاب وبالأنس حياتك تعمّرها.. قبل دفن ورقتك بتراب لي بعيون الناس مزينها تواضع ولا تكون كذاب تكسب مالخصال أجملها لا يهم من الرتب ألقاب بحروفها كلمتي نفصلها لما ينادو عليك يا إنسان مالحقيقة لا تخاف لا تجملها لا تتكبر لا تقول راني فلان نوصل لك لو تبلغ مواصلها....
سخاء المخيلة وتدفق الكلمات في قصائد ليلى اعتبره شخصيا مشكلة تصعب عليها تحديد اختصاصها في نمط شعري يمكن ان تبني علي أساسه ديوانها الاول الذي ننتظر... من خلال متابعة ما تنشر على الفايسبوك، احس ان ليلى منهمكة في صياغة اكثر من ثلاث دواوين في نفس الوقت مع تأجيل خطير لمراجعة ما تكتب حتى كأن الكتابة بالنسبة لها دردشة او فضفضة تنتهي علاقتها بها متى خطتها على الورق اتمنى ان تحاول الكتابة لاحقا حسب تيمة ثابتة لكي نفرح معها بصدور ديوانها الاول.
-----------------
محمد المهدي حسن
متابعة / ايمان مليتي
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع