ربيع...خارج الفصول
اليوم عيد
تحتفل فيه أمهات العالم بالجنة
أجلس...
وبين أناملي ممحاة مطلسمة
أوشوشها ..
ما سقط من ضاربة الودع من همهمات
في الممر مرآتي الهرمية
تراني فتمحو غضون جبيني
تزيف ابتسامة بلا لون على شفتيّ
وتمحو تفاصيلَ الرماد
ذاك لْ تراكم بين الباب والباب
لا شيء تبقيه سوى
عينٍ اكتحلت ببخور هنديّ معتق
ووقفةِ غاندي الهادئة
على عتبة المستحيل المتمرد
ابتسامته السائلة على امتداد نهر الغانغ المقدس..
تقول للشمس:
لا قهر بعد اليوم.
يترقرق الصوت في كأس الوقت
ينادي قمرا كان مصفدا
يصافح هلالا
كان قاب أنملتين ونملة
يمسح دموع شمس تعشق الشروق
شمسٍ علقها الغروب
على فضاءات تعج بالفراغ
غاندي ليست له مخالب..ولا أنياب
فكيف قهر المستحيل؟...
أمْسِكُ بالممحاة...
أمحو الحدودَ
فيعانق الماءُ الترابَ
ينسكب الاخضرار في أوردة الشجر
اليمامات لا تحمل جوازات سفر
تنتقل بين الماء والهواء
تلتحف بالبياض
تحمل ريش السنين كيراعاتِ الليل
إشاراتُ المرور خضراءُ
لا توَقُّفَ عند عقبة
لا تصادمَ بين المجرات والطيور
وأنا..أرسم خارطةً للعبور
نحو فضاءات مفتوحة
تتكلم كل اللغات
بأبجدية واحدة/موحّدة
دور العبادة..
أبوابها مفتوحة
كل الطقوس واحدة
كل الصلوات واحدة
والقِبلة
واحدة
واحدة
واحدة
أتوقف في الممر قبل المغادرة
أُعَدّلُ صورتي المائلة
أرْتق شرخا في مرآتي العجوز
أزْوَرُّ عن عقارب الساعة المتنمرة
لسعها مع كل صوت يتجدد
ودمي في أوردتي
يتخثر...يتجمد
رحلتي معلقة على بوابة مجرة منسية
والسفر محجر
كل العربات
كل الناقلات
كل الأجنحة...معطلة
ماعدا..ذبابٌ أزرق يحسن الطنين
يسافر في كل الأروقة
"يخترق"كل المخادع
لا أسرارًا
لا حميميّةً
لا أستارًا مسدلةً
مع العنكبوت...
الصدق يموت
الظل يموت
والأبواب بلا أبواب...
السرائر مُشْرَعة
والقرصنة مشَرَّعة ...
في انتظار ربيع خارج الفصول
يصلي على الفصول الأربعة
صلاة الجنازة...
فاطمة محمود سعدالله/تونس31/5/2020
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع