كلما دار الكلام والكلام دوار لا يقف ولا يتوقف
ولا يصمت
تذكرت
الحرية وكلما تذكرت الحرية
تذكرت صوتا ات من أعماق الماضي
صوتا اخترق المكان والزمان وتربع
في قلوب من سمعوه وانصتوا مليا
لبوحه وتدبروا في معانيه واندهشوا
لصوره صوتا جمع قوة الفارس
ورقة المحب .
والكل يعلم قوته ولا يلامس رقة
وجدانه
وما أشف كلامه وهو يخاطب طيرا
يحمله رسالة الى عبلة ويدعوه
ان لايقترب فيحترق بأنفاسه المشتعلة
هياما وشجاعة.
فيقول
ياطأئر البان هيجت احزاني
وزدتني طربا يا طائر البان
هذا الرجل الذي وقف في
منتصف الطريق
لا يدري أعبد هو أم حر.
وتسمو نفسه وتتوق كل التوق الى الحرية المقدسة
فيراها في حبه لابنة عمه وطلبها وگأن استجابة العم
بديل عن اعتراف الأب.
ويراها في القتال والحرب حيث تكون له السيادة المطلقة
فيصبح الفتى والدرع الذي يتقون به الأسنة.
"وقد شفى نفسي وابرأ سقمها &قيل الفوارس عنترة أقدم."
ولا أوضح ولا اجمل ولاأشف من تلك الصورة التي لخصت
ما أذهب اليه.حين يقول
ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني&وبيض الهند تقطر من دمي.
فوددت تقبيل السيوف لانها &لمعت كبارق ثغرك المتبسم.
تلك الصيحة المدوية تلك الصيحة التي تشكلت
صورا وايقاعات ومعاجم ونبرات ونغمات ومعان
مازالت تضج في سمعي وتهز وجداني كل ما تغنى
الناس بالحرية وطمحوا اليها.
ويبقى عنترة في نظري المعلم الأول ويبقي أشجع الشعراء
علمنا درسا في الحرية ودرسا في الطريق
أليها تلقيناه منه شعرا يتباهى به الزمن العربي والقيم الانسانية.
امال بنعثمان
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع