أعترف..
أعترف أنّي أنسى كثيرا ولكنّي لا أتناسى أبدا..أعترف أنّي كثير الحياء بيد أنّي لم أكن يوما جبانا. أعترف أنّي أحبّ النّاس وأحبّ لهم كلّ الخير ولست ممّن يتمسّحون الأحذية أو يتملّقون. أعترف أنّي أسعى وأسعى لكنّ الحظّ العاثر يترصّدني أينما وجهّت بوصلتي.. واعترافاتي كثيرة أحصرها في أنّي لم أكن معصوما و لن أكون لكنّي صادق. أعترف لبلدي أنّي ما تخلّيت عنها و لن أتخلّى ولكنّي لست وحدي فكلّ الّذين فيها يقولون ما أقول و أتمنّى أنّ قولنا الصّدق ..ولدت ههنا وترعرعت. تمسّكت بها حتّى نالني ما نلت ولن أكون إلاّ حبيبا لها وهي حبيبتي وحتّى إن فارقت الحياة فجثّتي ستكون ههنا وسينبت منها ما يحكي عن حبّي لها فتضمّني إلى الأبد حتّى لا أحسّ بالبعد عنها و لا بالوحدة. ساظلّ بذرة للحبّ والسّلم تسقيني دموع فقدها لي. أعترف أنّي كرهت ولكن كرهي كان لمن جعل حبيبتي حزينة وجعل أهلها فرقا لا تجمعهم حتّى صلة البلد. جمعتني فيك يا بلدي أحبّة أرجو أنّهم مازالوا على عهدهم بي وبك لأنّي و إيّاهم عزمنا على الاحتفال بك في حيّنا وسنوزّع الفرح على كلّ الأحياء و لن نبخل بالهدايا لأنّك كنت دائما كريمة فزرعت فينا من شيمك ما يبقينا على دربك مهما طال بنا الزّمن. أعترف أنّي أحببت وأحببت كلّ من أحبّك فاجتمعت بهم في كنفك وجلسنا تحت ظلالك و قطفنا من أزهارك و أهديت لهم من جمالك و حسنك و كرمك ما جعلنا نتقارب و نصرّ على روابطنا مهما باعدتنا المسافات و مهما فعل فينا الزّمن ليربك ثوابتنا وحتّى الخيوط الرّفيعة الّتي مازالت قائمة بيننا والّتي أرادوا لها أن تمّحي طوّقها حبّك يا بلدي وحماها فباتت وثيقة على غير ما أحاكوا لها. أعترف كذلك أنّي بسيط مسالم لكنّي في حبّك جلف متصلّب لا اسمح بذرّة تؤذيك، وقد ينالني الأذى في السّعي لحماك فلن أبالي مادام حضنك هو الّذي سيأويني وسأحظى بكلّ الحصانة بين يديك. اعترف وأسلّم روحي إليك فهل لي إن فارقت الحياة بمكان يأويني في حضنك وبين يديك..
رشدي الخميري/ جندوبة / تونس/
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع