نص بعنوان / مجرد فوضى ..
كرجلٍ
هارب من واقعه
بيته , زوجته , أطفاله , أهله
, أقاربه , قريته , بلدته
, مدينته موطنه ..
لا بل أشبه
بفتاة مراهقة
في سنها الرابع عشر
و هي تمارس أخطر أساليب العنف
و السلوك الغير ممنهج
في حياتها اليومية
دون وعي
أو إدراك
بالعناد
والتهجم
على الإخرين
أو التحرش الجنسي
و إدمان المخدرات
و شرب الكحول
و سرقة هذا
و ذاك ..
أو أشبه
بعائلة مشردة
توفى بعض أفراد أسرتها جوعا
و أمضت وقتها تنتظر
عابرا يشفق عليها
برغيف جبز
أو كلمة
ليستر
بها
ثوب عفافها
و ما تبقى
منها ..
لا بل أشبه
بالحرب الهتلرية
النازية الطاحنة المميتة
التي سحقت و دمرت تلك المدن
بأبنيتها الشاهقة بصواريخ طائراتها
و قذائف مدفعياتها الهمجية
الفوضوية الجنونية
تاركة خلفها
حطاما لم
يسبق
له مثيل
على هيئة
كابوس قلب
عاليها سافلها
و سافلها عاليها
دون رحمة
أو النجاة
منها ..
لا بل
أشبه بتلك
الحسناء المزاجية
التي شقت طريق بلدتها
بطابعٍ ثوري بعد احتلال مدينتها
بتلك الحرب الملحمية
الغير شرعية
التي دامت
اكثر من
عشرين
عاما ..
و بعد
تحررها
من جميع قيودها
و خروجها من ذلك الملجأ
الواقع أسفل منزلها لفترة طويلة
بعد ما كانت تختبئ به
خشيةً على نفسها
من اغتيالها
أو اختطافها
أو اغتصابها
من قبل أولئك الجنود
الذين كانوا يملؤون
أزقة مدينتها ..
و بعد ظهورها المفاجئ
من الظلمات الى النور
بحلة جديدة ذات
قيادة حاكمة
قررت
ان
تجمع
ما تبقى
من رجال
بلدتها للاخذ بثأرها
و تنزع عن مدينتها ذلك الثوب الاسود
بعد ما اجتاحها الظلام
لسنوات طوال ..
بقلم الكاتب / مهند كريم التميمي !!
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع