نص: ورود على جسد الحريق
مرفوعة الى سوريا الشامخة في زمن النار والدخان
ايه دمشق
كيف حال القمر المشنوق في سماء الدخان؟
كيف حال النجمة التى شردها المساء الملون بلون الشهب والشظايا
اني اراهم يحرقون المواويل
ويصادرون الدبكة الى منافي ومجاهيل السؤال
يشنقون المواويل على اشجار تلتهمها النار بشراهة
يا شام الروح...
كيف حال ال ( الاوف ) وكيف حال ال ( ميجنا )
ايتها النكسة قولي:
كم ظل الشاي وحيدا على طاولة الصباحات التي خانها الضوء؟
ما طعم البندق الحلبي وهو يزرع مرارته في حلق الراحلين الى جحيم الوقت؟
ها اني افقد صحوي
ووعيي..
افقد لون الزهر
وانا اكتظ بصراخ الثكالى
والعذارى
والصغار الذين يرقصون لقطعة حلوى في جيوبهم..
ايه دمشق
لا طيور في السماء
لا سرب حمام يحط كعادته على حبل الغسيل..
لا اجراس النشيد توقظ خفق الصباح الندي
غير شهقة الاجساد تحت ردم الجحيم
قولي يا شام العروبة
ياسموخ امراة تغزل الفرح رغم نزف الجرح..
قولي يا سيدة البهاء
هل ثمة من خاطر بليل الغوايات
كي يبعثر اوراق التاريخ
ويبدل مواثيق العشق
ويغير سحنة الاسطورة على خصر الجميلة . ؟!
يا انت ..يا همي القومي.
يا وجعي.
ونزفي.
ووردة السؤال وهو يمضي الى اجوبة عصية
اي زمان هذا؟
يسرق منا حكمة الفرح..
تتلو فيه روح الانسان فاتحة الفناء..
هذا انيني دمشقي الهوية
في فصول الفداحة والتحول
وفي الراهن الذي غادر فيه الصحو شوارع المدن
ايه يا شام
اني على مرافىء الوجع اصلي
يا نار كوني بردا وسلاما
على شجر الروح وهمس الليل
وسعي النهارات الحثيث الى اعراس الغبطة
ايه يا شام
اني في ساحات العمر المهدور
في زمن القهر والدخان
على منابر شرفات الكلام
وحيدا اغني.. اخضرا كالجنة كالحياة التي نذهب اليها مجللين بالالوان ..
ايه يا شام
اني اخاتل لغتي
واحرض القصيدة
واعيد ترتيب المواثيق
ومواعيد الفرح المؤجل
كي ترجع الاعراس الى حينا
وترجع ليلى لعاشقها
وفي كفها حناء الوقت وخلاخيل الغواية
وصخب المواويل
وانتشاء الدبكة
وتعلو ( الاوووووف) سماء الراقصين على سيقان الفرح المكابر..
ايه يا شام...
اني في المدار المسمى
اراك شامخا تحاور كبرياء معناك
تتهجى يقينك
وتجيء كبيرا بحجم الوجود باكمله
كي يضرب الامان لعصاه في عمق النار
تنشق النار الى شقين
ويلوح الاخضر
فاتحا معابر السلام
كما ضرب موسى بعصاه في جسد البحر فتجلت ساعة النجاة.
اني يا شام
تحت سماء الله
بضراعتي وابتهالات الليل
كي يتنزل المطر من مزن الرحمة
ويعود شامي
مزهوا بافراح المجاز
د.نادية نواصر
الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع